أشكرك شيخ على إبداء وجهة نظرك وإن كنت أخالفك الرأي بهذه المسألة
الخطوة إنما هي كرامة من الكرامات التي يكرم الله بها أولياءه الصالحين
فالمعجزة : أمر خارق للعادة تجري على يد نبي أو رسول
والكرامة : أمر خارق للعادة تجري على يد ولي
ولا يستطيع أحد أن ينكر كرامات الأولياء لأنها لا تعد ولا تحصى وهي جائزة عقلاً وشرعاً
أما الدليل من السنة فهي قول النبي صلى الله عليه وسلم : ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها ...
وقد حدثت عدة كرامات في عهد الصحابة ولم ينكرها أحد
1- قصة عمر رضي الله عنه وهو على منبر المدينة ينادي قائده سارية : يا سارية الجبل الجبل وهو حديث حسن
2- قصة خالد بن الوليد في شربه للسم : نزل خالد بن الوليد الحيرة فقالوا له احذر السم لا تسقيكه الأعاجم فقال : ائتوني به فأخذه بيده وقال بسم الله فلم يضره شيئاً . أخرجه البيهقي وأبو نعيم والطبراني بإسناد صحيح
3- قصة عبور العلاء بن الحضرمي البحر على فرسه ونبع الماء بدعائه وهذا الحديث أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى وهناك الكثير الكثير من الكرامات في عهد الصحابة
ولكن قد يقول قائل : هناك أشخاص تجري على أيديهم أشياء خارقة للعادة كالمشي على الجمر وغيرها وهم كفار فكيف يكون ذلك ؟؟؟
الإمام الشافعي أجاب عن هذا التساؤل فقال : إذا رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فاعرضوا عمله على الكتاب والسنة فإن وافق عمله الكتاب والسنة فهي كرامة وإن كان غير ذلك فإنما هو استدراج من الشيطان .
يقول الشيخ سامي :
وأيضا أضيف أنه لو كانت الخطوة وأهل الخطوة في شيء من الدين الإسلامي لكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أحق بها وأهلها ولما تكبد السير الطويل والأهوال في الهجرة وغيرها عشرات الأيام والليالي مشياً على الأقدام مع صاحبه للوصول إلى المدينة المنورة ".يعني لو استعمل الخطوة كان بيقدر يدعو إلى الله في أكثر من مكان في وقت واحد ...وأي عاقل يدرك بطلان هذا[/quote]
النبي صلى الله عليه وسلم كان يستطيع بطرفة عين أن يكون في المدينة المنورة وفعل ذلك في حادثة الإسراء فانتقل من مكة إلى القدس ومن ثم إلى السماوات السبع وعاد إلى مكة وأصبح بين قومه خلال ساعات قليلة فلو أراد ذلك أثناء الهجرة لكان له ذلك ولكنه أراد أن يعلمنا الصبر على الشدائد أثناء الدعوة ولحكم عظيمة لا يعلمها إلا الله .
والخلاصة : أهل الخطوة حقيقة لا يمكن إنكارها لأن إنكارها يعني إنكار الكرامات للأولياء وقد أثبتنا بالأدلة حصول الكرامات للصحابة والصحابة إنما هم أولياء وهذا الأمر قد يحصل في أي زمان وفي أي مكان ولكن بشرط أن يكون صاحب هذا العمل مشهود له بالتقوى وأن عمله موافق للكتاب والسنة
والله أعلم