محافظة إدلب من أغنى المحافظات بالمواقع والأوابد الأثرية حيث تحتضن تلالها وهضابها وسهولها أكثر من ثلث الآثار المسجلة في القطر، ولعل أهم مايميزها انتشار المدن المنسية والخرائب الأثرية التي تضم الفيلات والكنائس والمقابر الهرمية الفريدة من نوعها، من حيث التصحيح الهندسي والزخرفة،
ولأهمية أثار المحافظة تاريخياً وحضارياً تم اختيار خمسة مواقع (تجمعات) فيها لتسجيلها على لائحة التراث العالمي.
وهي كما ذكر نيقولا كباد مديرالآثار في المحافظة:
-تجمع الزاوية في أريحا ويضم القرى الأثرية: البارة- وسرجيلا- بترسا- بشيلا- بعودا- نجليا- ربيعة- شنشراح- وادي المرتحون.
-التجمع الثاني في أريحا أيضاً ويضم قريتي الجراد ورويحه.
-التجمع الثالث في جبل الوسطاني ويضم قرى (الفاسوق- كفرتعقاب- بنصره).
-التجمع الرابع في حارم في الجبل الأعلى ويضم قرى: قره بيزه- قلب لوزه- الكفير.
-التجمع الرابع في حارم أيضاً في جبل باريشا ويضم مواقع باقرحا وارميتا وخربه الخطيب.
وأوضح مدير الآثار أن هذه المواقع جميعها تعود للفترة الكلاسيكية التي تشمل العهدين البيزنطي والروماني.
وهذه المواقع هي الأجمل والأكثر عراقة وقدماً في المنطقة وهي تظهر مدى الحضارة والرقي العمراني الذي شهدته المنطقة في تلك الفترة.
وذكر مدير الآثار في المحافظة أن وفداً من اليونسكو سيزور المحافظة مطلع الشهر القادم للاطلاع على الترتيبات النهائية ،حيث اللمسات الأخيرة باتت جاهزة للإعلان عن التسجيل والمتوقع أن يكون مطلع العام القادم 2011.
وأشار إلى أنه وفور الإعلان سيكون هناك إقبال كبير من سكان مختلف الدول لمشاهدة هذه المواقع والتي وصفها مدير المركز الثقافي الفرنسي بدمشق بأنها الأجمل على مستوى العالم وتوقع مدير الآثار آن ايف دووج المسؤول عن ملف التسجيل في اليونسكو وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي، أن يبلغ عدد
زوار هذه المواقع سنوياً أكثر من 1،5 مليون سائح.
أربع سنوات من العمل المتواصل
يقول جميل لاطة عضو المكتب التنفيذي في محافظة إدلب إنه وفور قبول ترشيح هذه المواقع لتسجيلها على لائحة التراث العالمي قامت المحافظة بتشكيل لجان من الفنيين ومن مختلف الاختصاصات (الطبوغرافية العقارية والتنظيمية) وتم إجراء رفع طبوغرافي للمواقع المشار إليها، ورسمت لها المخططات المساحية والتنظيمية بعد أن تم تصويرها من الجو واستخدمت في هذه العمليات التي تواصلت 20 شهراً أحدث الأجهزة والتقنيات وذلك بمشاركة خبرات محلية من مختلف دوائر المحافظة وهذه الأعمال كلها كانت تطوعية وتقدر تكلفتها بـ 100 مليون ليرة.
وبعد الانتهاء من عمليات المسح والرسم والتنزيل تم عقد أكثر من لقاء بين المعنيين في المحافظة والمديرية العامة للآثار والمتاحف ومندوبين عن منظمة اليونسكو حيث تم الحصول على الموافقة المبدئية لقبول عرض التسجيل على لائحة التراث، وأشار إلى أن تحضير ملف هذه التجمعات استغرق أربع سنوات من العمل المتواصل.
المجتمع المحلي وفوائد منتظرة
وتوقع عضو المكتب التنفيذي أن يحصل تحول اجتماعي في المناطق التي حددت فيها هذه المواقع بفعل التنسيق مع اليونسكو وماستقدمه من مساعدات وإرشادات لتطوير المهن التقليدية وتهيئة المناخ المناسب لتعزيز مسألة السياحة في هذه المواقع التي تشكل حاضنة طبيعية للجذب السياحي واستقطاب الزوار من كل دول العالم.
وفي هذا الإطار ذكر مدير الآثار أن اللجان المكلفة من اليونسكو قامت بإجراء لقاءات ميدانية على أرض الواقع مع سكان المجتمع المحلي لشرح أهمية التسجيل وما سينتج عنه ليس زيادة في أعداد الزائرين لهذه المواقع وإنما سيكون هناك دعم لمختلف أنشطة المجتمع المحلي.
القطاع الخاص ودعوة للاستثمار
واستعداداً لتسجيل المواقع المشار إليها على لائحة التراث العالمي بدأت محافظة إدلب بالعمل على تأمين خدمات البنى التحتية لهذه المواقع، كما كلفت الوحدات الإدارية بعمليات النظافة المستمرة.
لكن إن صحت التوقعات فإن تزايد أعداد السياح الوافدين إلى المحافظة يتطلب استعداداً من نوع آخر يتمثل بالإسراع ببناء فنادق ومطاعم وتأهيل أدلاء سياحيين وهنا فإن القطاع الخاص مدعو للاستثمار في المجال السياحي.. فهل تقدم وزارة السياحة والمحافظة التسهيلات لاستقطاب الاستثمار؟.
وللاسف ان الوقع المنقول منه الموضوع ليس مزود بصور