شكرًا أخي العزيز سمير على هذا الإختيار الدقيق والمفيد، وما أحرانا جميعًا أن نتنبه إلى مكائد الصهاينة الذين يعملون ليل نهار لتخريب العقول ؛ لأنهم يعلمون حقيقة أن الإسلام قادم، وأن الأمة بصحوتها ووعيها ورجوعها إلى ربها ودينها هو الكفيل بإزالتهم ودمارهم، فهذا البرنامج وغيره، ما هي إلا فقاعات زائفة تذهب بذهاب مدبريها والمأجورين التائهين القائمين عليها.
في الأمس القريب لم نكد نسمع خبرًا عن الإسلام والمسلمين في التلفاز إلا نادرًا، لكن اليوم لا تكاد تخلو نشرة إخبارية أو صفحة من جريد إلا وفيها خبرعنهم، وغير هذا لو جولت ناظريك في أرض الله لوجت أهل الإسلام على خير كبير، فمنهم من يجاهد لتحرير الأرض وصون العرض، ومنهم من يجاهد بكلمته وقلمه، ومنهم من يسعى بصمت عالٍ مفهوم يحذوه العمل الجاد للإرتقاء بالمجتمع الإسلامي ووضعه في المكانة التي يستحقها، كل هذا وذاك وغيره يبشرنا بأن الإسلام قادم وبقوه، وأنه البديل الحضاري العالمي الذي لا بد منه، لذلك لا بد للأمة أن تثق بأبنائها الناهض، وتهِب لهم الفرصة لاعتلاء صهوة النهوض والتحدي، فالخنوع لا يأتي إلا بالذل، والخضوع لا يأتي إلا بالتخلف والبكاء على ماض ذهب.
نعم؛ يحق لبني صهيون الخوف الآن من المسلمين هذا البحر الجاف بعون الله، ويحق لهم الكيد؛ لأنهم ببساطة أعداء الله والملة؛ ولأنهم وجدوا أنفسهم أمام من باع نفسه وماله لله ضعفاء لا حيلة لهم عليه، وخير شاهد ما فعل المجاهدون في غزة، ومن يقرأ تصريات الجنود الصهاينة حول حرب غزة؛ لوجد أن الصهاينة كانوا في جزع لا يوصف، لا من السلاح بل من العقيدة القوية التي يحملها المجاهد، والتي تمثلت بأن وهب نفسه لله ؛ لإجل الله والجنة، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، فهنيئًا لهم في الدارين.
جرب العرب في الماضي حظهم العاثر في مسرحيات حربية ضد الصهاينة؛ لكن النتيجة جاءت طبيعية: احتلال للديار، وقبول لتشريد الملايين من أبناء الإسلام، وتطبيع مذل، وتنازل مهيين.
أتعرفون لماذا هزمنا؟ لأننا ببساطة تخلينا عن ديننا واستهنا بعروبتنا، وركنا إلى الظالمين، ودفعنا بمن لا يستحق إلى الأمام ، فالظالم لا يأتي إلا بالظلم، والفاسد لا يرجا منه صلاح، وبالمقابل العادل لا يأتي منه إلا العدل، والوطني لا يأتي منه إلا صون الأرض والعرض، فما أجمل أن يشعر الإنسان بالعدل والوطنية الصالحة.....
إن الشاب المسلم يجب عليه يقف أمام هذه المحاولات اليائسة من أبناء صهيون بكثير من والوعي والنباهة ـ وهو يعلمها على أية حال ـ فيصون نفسه ووطنه من كل دخيل يراد منه سلخ هويته الإسلامية، ويبعده عن واقع أمته ويشغله بملذات نفسه التافهة؛ ليحقق العدو هدفه بعد أن أيقن أن الفشل ملازمه فيما يمتلكه من قوة.
لقد حاول الأعداء غير مرة ، وما زالوا يحاولون في تشتيت عقل الإنسان المسلم ـ العربي بشكل أساس ـ في أمور عدة: الثقافية ، والإنتماء، ومفهوم الحرية والديمقراطية، وميزة المواطنة، والإقليمية، والقومية.... وغيرها، فمثلا حينما يريدون الطعن والتشكيك بالقرآن يقوم مستشرق ملعون اسمه برجستر آسر بتحقيق كتاب ( في شواذ القراءات ) يسميه: (في شواذ القرآن) وهو يعلم حقيقة أن القرآن لا شواذ فيه، فتنطلي هذه الحيلة الماكرة على كثير من أبناء الأمة، ويطبع الكتاب بطبعات عدة ، من غير إشارة إلى هذا الخطأ القاتل، وكذلك تربية بعض العقول اللاعربية) ) التي استقت علمها من جهلة غربيون بالإسلام، أمثال طه حسين، وجرجي زيدان وغيرهم،الذي تربوا على فكر شيخهم مرجليوث الطاعن في القرآن ، والمستهين في عقلية الإنسان العربي، لذلك أضم صوتي ورأي إلى راي أخي وزميلي سمير على أهمية هذا الموضوع ودقته، ووقعه الشديد والمؤثر في مجتمعنا الإسلامي، فالله الله أن يؤتى الدين من قبلنا،، الله الله في أوطاننا فهي أماننة الأجيال في أعناقنا..... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
أسأل الله لك أخي سمير ان يبشرك بما يسرك
ويكف عنك مايضرك
ويثبت يقينك ويرزقك حلالا يكفيك..
ويبعد عنك كل شئ يؤذيك..
ويسترك فوق الأرض
ويرحمك تحت الأرض ويغفر لك يوم العرض
شكرًا أخي سمير، والشكر موصول للأستاذ علوان على هذا التعليق الرائع، وجزاكم الله خيرًا