في سكون الليل وهدوء المكان والبعد عن الأهل والخلوة بالنفس وقد تكون في وقت الظهيرة حيث قيلولة الناس وقلة الحركة وشدة الشهوة ..
وأثر النعمة من الصحة والعافية وقلة الوازع الديني وخلوا النفس من الراقبة الذاتية بينها وبين خالقها الذي يرها ..
وبعد نظرة آثمة عبر مقطع أو صورة مثيرة أو اتصال مع أحد الجنسين تبدأ المعصية في وقت ينسى المسكين أو المسكينة رؤية الله بعدما طغت حرارة الشهوة فأصبح الخالق أهون الناظرين إليه .
حركة تشمئز منها النفوس الأبية وتأبها العقول المحترمة الفتية ولكن تقبل عليها النفوس الضعيفة الجرءة على انتهاك هذا الجدار الذي بهدمه تسقط الكثير من أركان منزله العامر بالكثير من الصالحات .
الكثير من الشباب والفتيات يعاني من ضعفه أمام هذه [ العادة ( السيئة ) ] ومع كثرة تعاطيه لها وتناوله لجرعاته اليومية صباح مساء منها إلا أنه يحاول أن يدعها ولكنه يجد صعوبة في ذلك ..
ومع ما يجده من دواعي الشهوة وما يسمعه من حرمة هذه العادة يعيش بين الرغبة فيها والأحساس بالذنب ..
فتجده يصارع إرادته فتضعف حيناً وتقوى حيناً أخر .. ومما قرأته أن العادة السرية تعتبر " عادة " وهذا يعني أنها تتحول من " فعل " يمكن لك أن تتركه متى شئت إلى " سلوك يومي " يجلب لذة ويدعوك إلى تكراره ..
بل إن [ العادة السرية ] ليست مرتبطة بالمثيرات الخارجية فحسب .. بمعنى أنك لو كففت النظر إليها فستكون قادراً على ترك [ العادة السرية ] ..
ليس الأمر كذلك .. لأن العادة السرية مرتبطة بغريزة داخلية تدفعك إلى إشباعها .. وتستعين على ذلك بالمثيرات الخارجية ..
ومما قرأت وعرفت أن [ العادة السرية ] تشوه الخيال الجنسي لمن يمارسها .. فهو لا يكاد يمارسها دون أن يتخيل نفسه مع طرف آخر من جنس آخر ..
وهو يغذي هذا الخيال من خلال رؤيته للصور والأفلام الجنسية والتي أصبحت بين يديه من خلال هذه الشبكة العنكبوتية والتي يمكن لها أن تغذي خيالة الجنسي .
ومع كثرة ممارستها تصبح إدمان يصعب الفكاك منها كما هي المخدرات .. فالإدمان كما يعرفه المتخصصون هو شعور المرء بضعف الإرادة أمام سلوك معين ..
والبحث عن اللذة من خلال ممارسته وزيادة التعاطي مع مرور الوقت بهدف الحصول على هذه اللذة .. وهذا الوصف يصدق على [ العادة السرية ] .
يظن الكثير من الناس أن [ العادة السرية ] مرتبطة ارتباط وثيق بالعصاة الذين انغمسوا كثيرا في وحل المعاصي الكبيرة ..
ولكن مع الأسف الشديد أن هذا الذنب يقع فيه حتى من يعد نفسه من الملتزمين بل ويمارس ألتزامه وتمسكه مع وقوعه في هذا المسلك الشيطاني ..
ويعيش طيلة حياته أسير لهذه العادة دون التفكير في طريقة يتخلص بها من غياهب هذه المعصية ..
وبعضهم يرى نفسه أنه ليس أهلاً باللألتزام فيترك تمسكه وطاعته لله باسباب هذه [ العادة السيئة ] .. لما يجد في نفسه من التناقضات الداخلية ..
لماذا لا تعد [ العادة السرية ] قضية مهمة تبرا من أجلها المراسم وتعبأ من أجلها الأحبار وتكثر من خلالها الكتابات الصحفية واللقاءات الحوارية ..
في الحقيقة هي قضية خفية لا تظهر على السطح لأن من يستخدمها لا يستخدمها أمام أعين الناس حتى يمكن لنا أن نعدها ظاهرة يمكن الأهتمام بها .
ولكن في الحقيقة هي أكبر من أن تكون ظاهرة .. فقد أصبحت [ العادة السرية ] إدمان لا يستطيع من أدمنها الفكاك منها .
العلاقة ألخصها بأن الجان تعشق الأنس وأنّ سبب المس في كثير من الحالات هو كشف العورة من قبل الأنس أمام الجن دون الآحتراز من رؤيتهم له وإنما المس نتيجة لكشف العورة .
ولذلك يجد الشخص الذي يمارس هذه العادة بعد وقت معين رغبة قوية في ممارستها بعكس الأيام الماضية ..
بل يجد في نفسه من الدوافع القوية التي لا يستطيع أن يردها تدعوه لممارستها حتى أن من يمارسها لا يستطيع التفكير ولا التركيز حتى يمارسها ..
وهذا قد يكون لوجود عشيق أو عشيقة من الجن تدعوه لممارستها والاستمتاع برؤية من يمارسها .
¤•¦ [وقد يسأل سائل وهل الجن والشياطين يسكنون معنا ويأكلون من طعامنا ؟ وما هو المخرج ؟ ]¤•¦
أقول نعم ليس هذا من كلامي بل من كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم في صحيحه 2018
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ،
وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء "
والمخرج هو ذكر الله تعالى على كل حال .
¤•¦[ وقد يستوقفني سائل آخر ويسأل وهل الجن ترى عوراتنا ؟ وما هو المخرج ؟]¤•¦
نعم الجن ترى عوراتنا في حالة عدم ذكر اسم الله .. وعليه يجب على الإنسان أن يحجب عورته عن أعين الإنس والجن .
وإذا ذكر الإنسان الله ثم كشف عورته أمام الناس فهم يرونها وذكر الله ليس ساتر لها من الإنس. ستر العورة عن الإنس يكون بالثياب .
وأما ستر العورة عن الجن فهو بذكر الله وهو الوسيلة الوحيدة لمنع الجن أن يرى عورتنا . فعن أنس رضي الله عنه قال
قال – صلى الله عليه وسلم-: ( "ستر ما يبن أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: بسم الله " ) رواه الطبراني في الأوسط (7066) .
وفي حديث آخر ("ستر ما يبن أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول " بسم الله " ) رواه الترمذي ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي 496 .
في هذين الحديثين يدلان على أنّ الإنسان مطالب بأن يستر عورته أمام أعين الجن .
فذكر الله يكون حجاباً بين الجن وبين ابن آدم فلا يرون عورته .
فإن لم يذكر الإنسان الله فكأنه قبل بالجن أن يطلع على عورته ولا يتعدى هذا الأمر رؤية الجن لعورة الإنسان فقط .
ولكن الرقاة جعلوا من عدم الذكر عند كشف العورة وقوع المس . والعشق لا يشترط رأية العورة .فقد يكتفي العاشق من الجن أن يرى وجه المعشوق مثلا ليقع في العشق.
وأكثر الملامح تظهر في الوجه . وكذلك دخول الخلاء والنوم بالثياب الخفيفة وجماع الرجل اهله ... دون ذكر الله يكون سببا في رؤية الجن لعورة الإنس .
وذكر في المنهج القرآني في علاج السحر والمس الشيطاني/ ص63-62. جاء فيه ..عشق الجن للإنس:
وذلك في حالة {كشف العورة في البيت دون ذكر الله تعالى مثل أن تخفف المرأة من ثيابها وتقف أمام المرآة في الحجرة ...
وتسير ذهاباً وإياباً مستعرضة لبدنها ومفاتنها معجبة بنفسها وقد يكون هناك من الجن العامر أو الطرق من يراها فيعجب بها ويتعشقها ..
ومثل ذلك نوم الرجال أو المرأة - خاصة في أيام الصيف - بثياب خفيفة وأبدان عارية وبغير ذكر الله تعالى قبل النوم ..
وذلك دخول الخلاء للغسل والاستحمام دون ذكر الله تعالى قبل الدخول، كذلك جماع الرجل أهله دون ذكر الله تعالى قبل الجماع ثم النوم في مكان وحده منفرداً} انتهى .
وهناك تباين كبير عن إمكانية جماع الجن للأنس وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله بقوله: {وصرعهم للإنسان قد يكون عن شهوة وهو كما يتفق للإنس مع الإنس ..
وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما وهذا كثير معروف، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن ..
وقد يكون - وهو كثير - عن بغض ومجازاة، مثل أن يؤذيهم بعض الإنس .. أو يظنوا أنهم تعمدوا أذاهم إما ببول على بعضهم ..
وإما بصب ماء حار وإما بقتل بعضهم وإن كان الإنسي لا يعرف ذلك، وفي الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما يستحقه وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل سفهاء الناس}.
البيان المبين في أخبار الجن والشياطين/ ص:66-65.
¤•¦ (رسالتان : الرسالة الأولى للجميع . والرسالة الثانية لكل مدمن [ للعادة السرية ])¤•¦
الرسالة الأولى :
تذكروا جميعاً أن ذكر الله حص حصين من كل شر بل حص ومانع من شرور الأنس والجن ..
وكلما كانت علاقتنا وثقية بذكر الله تعالى كنا في حفظ من الله ومنعة وحماية ربانية خلال اليوم والليلة
وذلك مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث أبو هريرة رضي الله عنه كما عند البخاري
قال أبو هريرة ( وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام ) ...
فذكر الحديث وقال في آخره : ( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لا يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ صدقك وهو كذوب ذاك شيطان ]
الرسالة الثانية :
لكل مدمن على [ العادة السرية ] من الجنسين : فأقول المشكلة ليست في [ العادة السرية ] المشكلة في ضعف إرادتك ..
أنت تعرف سلبياتها ولست بحاجة أن أعددها لك .. ولكنك بحاجة إلى من يقوي إرادتك وينقلك من ضعف نفسك أمام هذه العادة إلى قوة لكي تتركها ..
فالموضوع يحتاج إلى مجاهدة والمجاهدة في تغيير سلوك غير سوي من أعظم المجاهدة قال تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ، وإن الله لمع المحسنين "
وأي احسان أعظم من أن تجاهد نفسك لتترك عادة قبيحة استعن بالله وتذكر أن الله معك بتوفيقة و إعانته لك ..
اسمح لي أخي أختى المدمن على العادة السرية أن أقول لك يجب عليك أن تترك هذه العادة بأسرع وقت ممكن .. لأني استشعر خوفي عليك عندما أقرأ في سورة المعارج
قوله تعالى " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكة أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون "
فكل عمل يعمله المرء خلاف الزواج أو ملك اليمين يعتبر نصب نفسه العداوة بينه وبين الله تعالى وأي خسارة لمن كان الله عدوه نسأل الله السلامة .
إذن ما هو العلاج .. العلاج هو الإبتعاد عن مسبباب هذه العادة من النظر إلى المثيرات عبر الشاشات سواء المتلفزة أو النتية بل جميع المسببات الحسية والمعنوية..
وإشغال وقت الفراغ بما يعود على المرء منا بالفائدة مثل أن تفرغ طاقتك الحيوية في العبادة في السلوكيات الأجتماعية أو الرياضية وغيرها .
والفتيات عليهن الدخول في الدور النسائية المنتشرة في كل مكان ولله الحمد وعلى الجميع المشاركة في الأعمال الخيرية والأنشطة الدعوية بشتى أنواعها .
على الجميع أن يشغل وقته بالمفيد والنفس إذا لم تشغلها بالطاعة أشغلتك بالمعصية .
احببت ان اكتب هذا الموضوع في القسم العام لكي يكون مشاهدته اكثر فالكثير من الاعضاء لايدخلون المنتدى الاسلامي لانهم يتركونه لاهل التحصص على مايبدو لذلك ارجو تركه في هذا القسم وعدم نقله