أبو بكر الصديق
"الصديق"
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد القرشي التميمي، كنيته أبو بكر، وكنية أبيه أبو قحافة، كان يتاجر في الثياب، وكان مؤلفا يحبه الناس لحسن خلقه، ويحبون حديثه لعلمه بالأنساب. وكان اسمه عبد الكعبة، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو أول من أسلم من الرجال. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت عتيق الله من النار" فسمى عتيقا , وصدق النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإسراء والمعراج فسُمي الصديق ولم يتخلف عن مشهد واحد من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت يوم أحد ويوم حنين حين فر الناس، أسلم على يده عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وطلحة وغيرهم، وأعتق سبعة كانوا يعذبون، منهم بلال وعامر بن فهيرة - وأبو بكر خير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم. كان رجلا كريما تصدق بماله كله لله ، وهو رفيق النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام وبعده، وهو أيضا رفيقه في هجرته، وخليفته من بعده، وهو الذي ثبت يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر المسلمين بأن موته حق، خاض في خلافته حروبا طاحنة ضد المرتدين لردهم إلى الإسلام. ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وأشهر، وتوفي بعده بسنتين وثلاثة أشهر في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة، واستخلف من بعده عمر بن الخطاب على المسلمين. وفي فضائله رضي الله عنه وردت أحاديث كثيرة لا تحصى.
عمر بن الخطاب
"الفاروق"
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط القرشي العدوي، كنيته أبو حفص، ولقبه الفاروق. ولد رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة. وكان من أشراف قريش في الجاهلية والمتحدث الرسمي باسمهم مع القبائل الأخرى. لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم كان عمر شديدا عليه وعلى المسلمين، ثم كتب الله له الهداية فأسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، في ذي الحجة سنة ست من البعثة، بعد إسلام حمزة رضي الله عنه بثلاثة أيام. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا :"اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ـ يعني أبا جهل".
عثمان بن عفان
"ذا النورين"
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي. ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. أسلم في أول الإسلام على يد أبى بكر، تزوج ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم رقية، ثم لما ماتت زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأختها أم كلثوم فسمي ذا النورين. هاجر هجرتي الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، وكان ثريا كثير النفقات فقد جهز وحده نصف جيش العسرة، واشترى بئر رومة التي في المدينة بماله وجعلها لابن السبيل، وكان حييا تستحي منه الملائكة، بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وببيت في الجنة. ولى الخلافة بعد مقتل عمر سنة أربع وعشرين للهجرة، وخرج عليه في آخر حياته بعض أهل مصر والبصرة والكوفة والمدينة، فحاصروه، وأبى أن يقاتلهم ـ مع قدرته على ذلك ـ حقنا لدماء المسلمين، حتى تسور عليه بعضهم البيت فقتلوه وهو يقرأ القرآن، وكان مقتله رضي الله عنه وأرضاه فاجعة عظيمة روعت المؤمنين، وفتحت عليهم أبواب الفتنة زمنا طويلا، وكان ذلك سنة خمس وثلاثين للهجرة، وعمره آنئذ بضعا وثمانين، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، ولا غفر لقاتليه. وعرف هذا اليوم الأسود بيوم الدار.
علي بن أبي طالب
هو علي بن أبي طالب، وأبو طالب هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي. ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة سيدة نساء العالمين، وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. وعلى هو أول من أسلم من الصبيان أسلم بعد خديجة وأبي بكر، وقيل بل قبل أبي بكر، وعمره عشر سنين أوخمس عشرة سنة، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، تآخى النبي صلى الله عليه وسلم معه عندما آخى بين المسلمين، وقال أنت أخي في الدنيا والآخرة. نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجرا، وتغطى ببردته ليعمى على المشركين المرابضين أمام بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يؤدي ما كان عنده من الأمانات إلى أهلها. ثم هاجر متخفيا ماشيا فتورمت قدماه من كثرة المشي حتى قدم المدينة، وشهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا، وشهد أحدا وأصيب فيها بست عشرة إصابة، وكان حامل اللواء بعد استشهاد مصعب بن عمير، وشهد المشاهد كلها إلا يوم تبوك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رده إلى المدينة واستخلفه على أهله وقال له: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي". وفي يوم خيبر، أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الراية في أول يوم لأبي بكر، فلم يفتح له، فأعطاها لعمر في اليوم الثاني فلم يفتح له، فقال: "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه"، فأعطاها عليا، وفتح الله على يديه. وكان علي عالما يسأله الناس ولا يسألون بعده أحدا، وكان عمر يستعيذ من معضلة ولا أبا الحسن لها، وقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم قضاء اليمن، وعلى هو الذي قتل عمرو بن عبد ود فارس العرب. بايع أبا بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وعاونه، وبايع عمر من بعده وعاونه، وبايع عثمان وعاونه، وآزره في فتنته مؤازرة شديدة، فقد عرض عليه أن يأتيه بأبنائه فيقاتلوا دونه، ويفكوا حصاره، ولكن عثمان رفض حقنا للدماء، فلما قتل عثمان أجمع الناس على مبايعة علي بالخلافة، فبايعوه واختلف عليه بعض الناس، فتخلف معاوية في أهل الشام، وامتنعوا عن بيعته، وحاربه معاوية مطالبا بدم عثمان، وكانت فتنة شديدة على المسلمين، وقعت فيها موقعتان شهيرتان هما الجمل وصفين، وبعدهما اتفق علي ومعاوية على التحكيم حقنا لدماء المسلمين، فخرج على علىّ فريق من أصحابه رفضا لقبوله التحكيم بينه وبين معاوية، وهؤلاء الذين خرجوا على علي هم الخوارج، وقد قاتلهم علي رضي الله عنه، وقتل كثيرا منهم، محققا بذلك نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم له. وقرر ثلاثة من الخوارج قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص، وتوجه كل واحد إلى الرجل الذي اختار أن يقتله، فلم يفلح منهم في هدفه غير قاتل علىّ وهو عبد الرحمن بن ملجم، ضربه غيلة وغدرا بسيف مسموم وهو في طريقه لصلاة الصبح في رمضان سنة أربعين للهجرة. كان على بن أبي طالب رضي الله عنه واسع العلم، يسأله كثير من الصحابة، حتى قال ابن عباس: لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم، وايم الله لقد شاركهم في العشر العاشر.
الزبير بن العوام
"حواري الرسول "
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، كنيته أبو عبد الله، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية. أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة وقيل ابن اثنتي عشرة سنة وهو من السبعة السابقين إلى الإسلام. وزوج أسماء بنت أبي بكر "ذات النطاقين" هو أول من سل سيفه في الإسلام وذلك بمكة حين أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل، فسل الزبير سيفه وأقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، فقال: "مالك يا زبير"، قال: أخبرت أنك أخذت،فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له ولسيفه. وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، شهد بدرا والمواقع كلها وكان من أعظم الفرسان وأشجعهم قال عنه عمر: الزبير ركن من أركان الدين. اشتهر بالجود والكرم، وروي عنه أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه خراج أرضه، فما يدخل بيته منها درهما واحدا، بل يتصدق بذلك كله. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين اختارهم عمر للخلافة من بعده، وسمى أبناءه بأسماء شهداء الصحابة. شهد الجمل محاربا لعلي، فاختلى به علي يومها وكلمه فرجع وترك القتال، ولكن عبد الله بن جرموذ تبعه فقتله غدرا، وحمل رأسه وسيفه إلى على، فبكاه على وقبل سيفه ولم يأذن لقاتله بالدخول عليه وبشره بالنار. وكان ذلك في سنة 36 وكان عمر الزبير وقتها 67 سنة.
سعد بن أبي وقاص
هو سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري، من أوائل المسلمين، أسلم وسنه سبع عشرة سنة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر عند وفاته، لاختيار خليفة منهم. وهو أول من أراق دما في سبيل الله، وذلك حين اعترض المشركون سبيل المسلمين، عندما أرادوا الصلاة في أحد شعاب مكة، فضرب سعد رجلا من المشركين بعظم جمل فشجه، فكان أول دم أريق في الإسلام. وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله أيضا. ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" ، فكان لا يدعو إلا استجيب له. شهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلى بلاء حسنا يوم أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارم فداك أبي وأمي. وروي أنه رمى يومها ألف سهم. أمره عمر على الجيوش التي سيرها لقتال الفرس، فكان قائدا للجيش الذي هزم الفرس بالقادسية، وهو الذي فتح مدائن كسرى، وهو الذي بنى الكوفة. ولاه عمر على العراق، وكذلك ولاه عثمان على الكوفة. وفي زمن الفتنة اعتزل سعد الفريقين. وتوفي سعد رضي الله عنه سنة خمس وخمسين تقريبا، ودفن بالمدينة، وكان آخر المهاجرين وفاة.
أبو عبيدة بن الجراح
"أمين هذه الأمة"
هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن ضبة بن الحارث بن فهر، من كنانة وكنيته أبو عبيدة. من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو أمين هذه الأمة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، هاجر إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة. شهد بدرا، والمشاهد كلها، ويوم بدر قتل أبو عبيدة أباه، فقد كان كافرا يلاحق أبا عبيدة ليقتله. ولاه عمر قيادة الجيوش. ومات أبو عبيدة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة للهجرة .
طلحة بن عبيد الله
"طلحة الخير "
هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد القرشي التميمي. من السابقين إلى الإسلام، وممن عذبوا في الله عذابا شديدا، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. لم يشهد بدرا لأنه كان يتحسس أخبار المشركين بالشام، سماه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد طلحة الخير، ويوم حنين طلحة الجود، ويوم العسرة طلحة الفياض، أبلى يوم أحد بلاء حسنا، وحمل الرسول على كتفيه، وأصيب بضعا وسبعين إصابة، وقطعت إصبعه. كان ثريا كثير الأموال، كثير الصدقات. اختاره عمر بن الخطاب عند وفاته ضمن ستة، هم أصحاب الشورى؛ ليختاروا خليفة للمسلمين من بينهم. وقد كان شديدا على عثمان في فتنته، ولكنه لم يرض بقتله، وكان يقول: "اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى". اشترك في حرب الجمل ضد علي، ولكن عليا كلمه وكلم الزبير فرجعا عن قتاله، ولكنهما قتلا والذي قتل طلحة هو مروان بن الحكم.
عبد الرحمن بن عوف
عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام ، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ ، بل سارع الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين ، هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة ، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها ، فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه ، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه و كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا ) وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ،
سعيد بن زيد القرشي
سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوي القرشي ، أبو الأعور ، من خيار الصحابة ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته ، ولد بمكة عام ( 22 قبل الهجرة ) وهاجر الى المدينـة ، شهد المشاهد كلها إلا بدرا لقيامه مع طلحة بتجسس خبر العير ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، كان من السابقين الى الإسلام هو وزوجته أم جميل ( فاطمة بنت الخطـاب ) والده وأبوه -رضي الله عنه- ( زيـد بن عمرو ) اعتزل الجاهليـة وحالاتها ووحّـد اللـه تعالى بغيـر واسطـة حنيفيـاً ، وقد سأل سعيـد بن زيـد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسـول الله ، إن أبـي زيـد بن عمرو بن نفيل كان كما رأيت وكما بَلَغَك ، ولو أدركك آمن بـك ، فاستغفر له ؟) قال نعم ) واستغفر له وقال إنه يجيءَ يوم القيامة أمّةً وحدَهُ )