هدية الى كل بعيدٍ عن الديار
كم تشتكي القلوب حين تفرغُ بنفسها
محاورةً أطياف الليل ..وهمس نبضها
كم يروح الأنينُ ضاجراً من موت الحروف قبل بوحها
على تلك النجمة ..ذكرى
وعلى الأخرى دمعةٌ ثكلى
..
شوقٌ الى أمي ..وأبي
أخي وأختي
وذاك لحبيبة تنتظر موعداً على وقع الأمل
تراهم في الأعمال منهمكين ..جميعهم شاردين
يرتقبون موعد الرجوع ..الى الأحضان الدافئة
يأكلون فيتذكرون ويشربون فيتذكرون
وأذا ما ابتسموا يعودون ويحزنون
يخافون أن تكون بسمة الشفاه على من أحبوهم
مدفونة
فيعاتبون ذاتهم ..ويعاقبون نجواهم
ويرددون لاينبغي للبسمة أن تكون في غيابهم
..
يرسمون في مخيلتهم أزقة القرية
ويمثلون في خيالهم أنهم حاضرون بين خلانهم
فيضحكون ..ويرددون ..عائدون لابد بعد حين
في غرفتهم الظلماء ..حين يحين موعد اللجوء الى النوم
والأحلام
يطفئون الأنوار ..يغمضون أعينهم
ويرسمون مشاهد من أمنيات غير حاضرة
كيف أنهم أمسوا بين أهلهم ..
هذا يقول ..وذاك يتحدث
والآخر يتمنى ..
سأعمل كذا ..وأنا سآخذا كذا
يشردون عن كل ماحولهم
وينسون أنهم يتخيلون
..
يتعبون فيسلموا أنفسهم لوسادة النوم
راغبين بأن يكون الحلم كما تخيلوا
ويعم الصمت المكان
وتجول في أخيلتهم عناوين من الشوق والحرمان
وماهي الا فترة وتمضي ليأتي الصباح
ويوقظ قلوبهم التي لم تنم
ويهزهم بعنف ويصرخ بهم كفاكم تبتسمون
أفيقوا انما أنتم تحلمون..
..
سأقول لهم :
كم من بيننا بين الأهل والجمع ..يشعر كما تشعرون
كم أن كل ماذكرته يردد شوقه لكم
وهم بدورهم لكم مشتاقون
هي الأيام تمضي .
والله لاينسى غريبا عن لمسات أمه
عن شوق طفله ..
عن دموع أبيه..
عن حنين الأزقة ..في القرية الدافئة
كلهم في أنتظاركم ..
يدعون.
أعادكم الله ..الى كل من له تشتاقون
__________________