قلعة شيزرأسفرت أعمال التنقيب التي نفذتها البعثة الأثرية السورية الإيطالية المشتركة العاملة في قلعة شيزر لهذا الموسم عن اكتشاف جدار ضخم ودعامتين يعتقد بأنها تعود إلى العهد الزنكي بين العامين 1146-1174 ميلادية.وقال عبد القادر فرزات رئيس دائرة أثار حماة إن أعمال التنقيب تركزت لهذا الموسم على دراسة الخط الدفاعي الغربي للقلعة التي يعود تاريخها إلى الفترة السلوقية نهاية القرن الرابع قبل الميلاد مشيراً إلى أن التنقيبات تضمنت فتح سبرين شمال الكتلة المعمارية سي أي 1 تم اختيارهما بناء على المعلومات التي ظهرت في المواسم السابقة حول المراحل المختلفة من تشييد هذه الأبنية خاصة في القرنين 12و13 الميلاديين.وأوضح أنه تم اختيار هذين السبرين بعد تحليل الصور الجوية المأخوذة للموقع عام 1935 حيث كان موقع السبرإي عبارة عن فناء بدون منشآت معمارية أما السبر بي فقد تم فتحه في منطقة كانت ومازالت مغطاة ببناء يظهر في نفس الصورة متوضعاً خلف البناء الذي يعود لفترة نور الدين الزنكي. وبين رئيس دائرة آثار حماة ان التنقيبات تهدف الى الحصول على معلومات دقيقة توثق تلك المراحل التاريخية المبكرة وفهم طبيعة المنشآت المعمارية التي ظهرت في الجانب الملاصق من الناحية الجنوبية خلال تنقيبات عام 2005.
ولفت فرزات إلى أن التنقيبات التي قادت إلى الكشف عن جدار كبير مع دعامتين كانت نتيجة الملاحظات الأولية للبعثة العاملة وطريقة ارتباط المنشآت المذكورة السابقة مع الأبراج المجاورة.
يشار إلى أن قلعة شيزر التي تقع على مسافة 30 كم شمال غرب حماة شهدت في السنوات القليلة الماضية أعمال ترميم طالت السور الغربي لها إضافة إلى إجراء تدعيمات لأحد الأبراج في هذا السور وقد شيدت القلعة على أكمة صخرية تحاذي نهر العاصي من الغرب وورد اسمها بين أسماء المدن السورية القديمة باسم سيزار وسنزار وسميت بالعهد السلوقي باسم لاريسا ولكن أعيد اسمها القديم شيزر مرة أخرى في الزمن الحالي.

هي قلعة كبيرة تقع على بعد(25) كم غربي حماة , مقامة على مرتفع
صخري يشرف على وادي العاصي وسهل العشارنة وتتصل من الجنوب بهضبة محرده , كما يخيط بها خندق عميق يفصلها عن الهضبة مما يزيد في منعتها .
يقع إلى الغرب من هذه القلعة تل مرتفع ترقد تحته مدينة شيزر القديمة . وقد ذكر اسم شيزر في رسائل العمارنة المتبادلة بين فراعنة مصر والحثيين في سورية خلال منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد وكانت تعرف باسم (لاريسا ) في العهد اليوناني , واحتلها العرب المسلمون عام (638) م سلما ونظرا لما لهذه المدينة من قيمة استراتيجية واقتصادية فقد تعرضت لموجات من الاجتياح من قبل البيزنطيين الذين احتلوها عام (998) م . لكن العرب استرجعوها بقيادة علي بن منقذ عام (1081) م . وهدمها زلزال عام (1157) م تهديما كاملا فقضى تحت أنقاضها جميع سكانها بما فيهم أسرة بني منقذ التي كانت تحكمها .
أعاد السلطان نور الدين بناء قلعتها لكنها فقدت أهميتها في العهد العثماني,
ويسود الخراب في الوقت الحاضر معظم أجزائها, لكن مدخلها ما يزال بحالة جيدة, ويتبين من الكتابات الموجودة على ما تبقى منها أن مدخلها وبرجيها قد بناها نور الدين محمود الزنكي وأن القسم الشمالي الغربي يعود بناؤه إلى أيام الظاهر بيبرس, وأن بعض الترميمات فيها قد أجراها صاحب حلب الملك العزيز عام (1233) م (634) هـ , وأن قلاوون هو الذي قام بترميم قوس مدخلها عام (689) هـ (1290) م .

وللاضافة