|
الجنس :
اسم الدولة : عدد المساهمات : 413
نقاط التميز : 545
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
العمر : 36
:
|
|
| موضوع: عظة الشتاء الأحد ديسمبر 05, 2010 3:55 am | |
| وفي الشتاء عظة
والشتاء بحد ذاته موعظة ففي شدة برده عبرة وعظة لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فقد ثبت في الصحيح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «وَاشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ» [رواه البخاري ومسلم]، ومن وقف عند ذلك فتأمّل واعتبر كان ذلك تسلية وتصبيرا له على العبادة حتى يسلم من زمهرير جهنم وحرها، وتوجب عليه الاستعاذة من زمهريها.
وفي الشتاء تنزل البركات وتنشر الرحمات من رب الأرض والسماوات
قال تعالى {وَهُوَ الَّذِى يُنَزّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِىُّ الْحَمِيدُ} [سورة الشورى:28 ] وفي سورة الأنبياء يقول: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَـوتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَـهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَىْء حَىّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} [سورة الأنبياء: 30].
يقول ابن عباس: "كانت السماوات رتقا لا تمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت، فلما خلق للأرض أهلا فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات".
وقد وصفه الله تعالى بالبركة: يقول سبحانه: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَـرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّـتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [سورة ق:9].
وصاحب القلب الحي يذكر الله في كل وقت وحين نزول المطر ويأتي بالسنن الواردة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ أَنَسٌ - رضي الله عنه -: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا، قَالَ : «لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى» [رواه مسلم].
وكذلك فإن من السنة إذا هطل المطر أن يقول المسلم ((اللهم صيباً نافعاً)).
وبعد نزوله يقول: ((مُطرنا بفضل الله ورحمته)).
ومن أدعية الاستصحاء ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكامِ والظرابِ وبُطون الأودية، ومنابت الشجر)).
والمسلم في الشتاء يتذكر نعم الله عليه فيشكرها ولا يكفرها
وقد امتن الله علينا بأن خلق لنا سبحانه ما نتقوى به على شدة البرد فقال سبحانه: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5].
فمن نعم الله علينا الأنعام التي سخرها الله لمصالح بني آدم ومن جملة منافعها العظيمة.
أن (فِيهَا دِفْءٌ) قال العلماء: "ممّا تتخذون من أصوافها وأوبارها، وأشعارها، وجلودها، من الثياب والفرش والبيوت".
وقال سبحانه {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [النحل: 80].
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -: "يذكر تعالى عباده نعمه، ويستدعي منهم شكرها والاعتراف بها فقال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} في الدور والقصور ونحوها تكنُّكم من الحر والبرد وتستركم أنتم وأولادكم وأمتعتكم، وتتخذون فيها الغرف والبيوت التي هي لأنواع منافعكم ومصالحكم وفيها حفظ لأموالكم وحرمكم وغير ذلك من الفوائد المشاهدة، {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأنْعَامِ} إمّا من الجلد نفسه أو ممّا نبت عليه، من صوف وشعر ووبر.
{بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا} أي: خفيفة الحمل تكون لكم في السفر والمنازل التي لا قصد لكم في استيطانها، فتقيكم من الحر والبرد والمطر، وتقي متاعكم من المطر، (وَ) جعل لكم {مِنْ أَصْوَافِهَا} أي: الأنعام {وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا} وهذا شامل لكل ما يتخذ منها من الآنية والأوعية والفرش والألبسة والأجلة، وغير ذلك.
{وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} أي: تتمتعون بذلك في هذه الدنيا وتنتفعون بها، فهذا ممّا سخر الله العباد لصنعته وعمله ..، وكثرة النعم من الأسباب الجالبة من العباد مزيد الشكر، والثناء بها على الله تعالى". ا هـ.
وهكذا يحقق المسلم معاني العبودية في كل وقت وحين يعبد الله ويذكره ويدعوه ويرجوه.
وإنّما الأيّام مراحل يقطعها الإنسان مرحلة مرحلة وأفضل النّاس من أخذ في كل مرحلة زاداً للآخرة.
وأقول هذا ولا أعلم أحدا أشد تضييعاً مني لذلك.
أسأل الله أن يرزقني وجميع إخواني المسلمين الإخلاص والقبول وأن يوفقنا لما يحب ويرضى إنّه سميع مجيب، والله تعالى أعلم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين البشير والنذير والسراج المنير محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.حكمة اليوم قال سهل بن عبدالله التستري :"ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب" . أخوكم ابراهيم خطيب |
|
|
الجنس :
اسم الدولة : : سورية
عدد المساهمات : 795
نقاط التميز : 961
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 46
:
|
|
| موضوع: رد: عظة الشتاء الأحد ديسمبر 05, 2010 4:16 am | |
| |
|
|
الجنس :
اسم الدولة : عدد المساهمات : 3946
نقاط التميز : 4979
تاريخ التسجيل : 10/11/2009
العمر : 39
:
|
|
| موضوع: رد: عظة الشتاء الأحد ديسمبر 05, 2010 6:10 am | |
| |
|