الشهيد يوسف العظمةشهيد العزة والكرامة والكبرياء
قائد عسكري سوري استشهد في مواجهة الجيش الفرنسي الذي قدم لاحتلال سوريا ولبنان حيث كان وزير الحربية للحكومة العربية في سوريا بقيادة الملك فيصل الاول.
حياته
هو يوسف بك بن ابراهيم بن عبد الرحمن آل العظَمة. ينتمي إلى عائلة دمشقية عريقة ترجع إلى جدهم الأعلى حسن بك التركماني. ولد في حي الشاغور بدمشق عام 1884م الموافق 1301هـ، و ترعرع و تلقى تعليمه الأولي في دمشق، وأكمل دروسه في المدرسة الحربية في إستانبول وتخرج منها ضابطاً برتبة يوزباشي أركان حرب عام 1324هـ الموافق 1906م. وتنقّل في الأعمال العسكرية بين دمشق ولبنان والآستانة. وأُرسل إلى ألمانيا للتمرن عمليًا على الفنون العسكرية، فمكث سنتين، وعاد إلى الآستانة فعين كاتباً للمفوضية العثمانية في مصر.
كان متديناً متمسكاً بإسلامه، مؤدياً لصلاته، وصائماً أيام الصوم، ومحافظاً على شعائر الإسلام. وكان يتكلم العربية والتركية والفرنسية والألمانية. ولما نشبت الحرب العالمية فهرع إلى الجيش متطوعاً، وعين رئيساً لأركان حرب الفرقة العشرين ثم الخامسة والعشرين. وكان مقر هذه الفرقة في بلغاريا ثم في النمسا ثم في رومانيا. وعاد إلى الآستانة فرافق أنور باشا (ناظر الحربية العثمانية) في رحلاته إلى الأناضول وسوريا والعراق. ثم عين رئيساً لأركان حرب الجيش العثماني المرابط في قفقاسيا، فرئيساً لأركان حرب الجيش الأول بالآستانة.
ولما وضعت الحرب أوزارها عاد إلى دمشق، فاختاره الأمير فيصل قبل ان يصبح ملكا مرافقاً له، ثم عينه معتمداً عربياً في بيروت. فرئيساً لأركان الحرب العامة برتبة قائم مقام، في سوريا. ثم ولي وزارة الحربية سنة 1920 بعد إعلان تمليك الأمير فيصل بدمشق، فنظم جيشاً وطنياً يناهز عدده عشرة آلاف جندي.
استشهاده
عندما بلغه أن الفرنسيين أصبحوا على أبواب دمشق قرر أن يحاربهم حتى لا يسجل التاريخ أنهم دخلوا عاصمة سوريا دون قتال وقال للملك فيصل آنذاك كلمته الشهيرة:
لايسلم الشرف الرفيع من الأذى … حتى يراق على جوانبه الدمحارب الفرنسيين بمعركة كبيرة غير متكافئة هي معركة ميسلون التي حدثت في السابع من ذي القعدة الموافق 24 يوليو/تموز 1920 بين الجيش السوري بقيادة يوسف العظمة، وزير الحربية السوري العربي من جهة، وبين الجيش الفرنسي الذي جاء ليحتلّ سوريا بقيادة الجنرال غوابيه غورو. ليسقط شهيداً ويدفن في مقبرة الشهداء في ميسلون التي تبعد ستين كيلو متراً جنوب-غرب دمشق. حيث برز فيها حوالي ثلاثة آلاف من الجنود المتطوعين بأسلحة قديمة، في مواجهة تسعة آلاف ضابط وجندي فرنسي، مسلحين بالدبابات والسيارات والمصفحات والطائرات وأحدث الأسلحة الاخرى، واستشهد مع وزير الدفاع البطل يوسف العظمة أربع مئة مجاهد بسبب الخيانة. يُعتبر يوسف العظمة أول وزير دفاع عربي يستشهد في المعركة حتى الآن.
في كل عام في ذكرى استشهاده يتم الاحتفال في مقبرة الشهداء في ميسلون حيث تحمل إليه الأكاليل من مختلف الديار السورية. لم يخلف من الذرية إلا ابنة وحيدة (ليلى)، وتوفيت في تركيا .