فلسفة الحب

تاريخ التسجيل : 30/05/2009

يشير علماء النفس إلى أن هناك حاجات أساسية تحرك

الإنسان وتحدد له اتجاهاته في الحياة

ويقسمون هذه الحاجات إلى حاجات بيولوجية تتوقف عليها حياة الإنسان نفسها

وحاجات نفسية تحتاجها صحته النفسية

يأتي على رأس هذه الحاجات الحاجة إلى تقدير الذات والرضا عنها

والحاجة إلى تقدير الآخرين والتي يمكن أن نشير إليها بالحاجة إلى الاحترام والحب

إذن فحاجتنا إلى الحب هي طبع متأصل فينا يقترب من كونه حاجة فطرية

وهذا مايفسر تعلقنا بالحب وحاجتنا إليه ويفسر مانراه كثيرا من تعلق المحب

بمن يحبه وتحمله الكثير من أجله بل وغفرانه له الكثير والكثير

من الأخطاء

إذن فنحن بطبعنا نحتاج للحب ونتعلق به ونبحث عنه وننتظره

مهما ادعينا استغتاءنا عنه وترفعنا عليه ومهما رددنا أننا نسيناه ولا نريده

وليكابر في ذلك المكابرون ويدعون ما لا يفعلون

وينكرون ما به يشعر

لكن ماالذي نحتاجه فيمن نحب؟؟؟]

نحن لا نكتفي بوجود الحب في حياتنا ولا نرضى بمجرد مجيئه

ولا نكتفي بأنصاف المحبين بل دوما نتطلع للمزيد

نحتاج فيمن نحب إلى أن نكون نحن كل اهتمامه

محط نظره محل تفكيره نحتاج أن نكون كل حياته

لا نكتفي منه أن يعطينا نصف عينه ولا جزء من أذنه

ولا بعضا من تفكيره

بل عليه أن يفكر فينا نحن فقط

إذا فتح عينه فلا يرى غيرنا

وإذا فتح أذنه فلا يسمع سوى صوتنا

وإذا تخيل فلا يتخيل غير صورتنا

وإذا اشتاق فلنا نحن فقط

وإذا نام فلا يشاركه أحلامه غيرنا

نريده أن يعطينا الكثير فإذا أعطانا فعليه

أن يعطينا بلا حدود

فإذا أعطانا بلا حدودفعليه ألا يطلب مقابلا في ذلك

فإذا لم يطلب مقابلا فعليه ألا يذكر أبدا أنه أعطانا

فإذا لم يذكر فعليه أصلا أن ينسى أنه أعطانا

فإذا نسي كل ذلك فعليه أن يحاول أن ينسينا أنه أعطانا يوما

حتى لا نظل أسرى لما قدمه لنا

نريد ممن نحب أن يذكرنا بحبه لنا في كل لحظة

لايكفي بعضا من اللحظات وإلا اتهمناه بأنه نسينا

وحتى إذا توفر لنا كل ذلك سيبقى الحب مهددا بيننا

فلماذا تفشل علاقات الحب كثيرا ولا يكتب لها النجاح؟؟؟؟[/

تفشل معظم علاقات الحب حين يشعر أحد الطرفين أنه الأقوى

أنه المسيطر على كل الأمور والمهيمن عليها

أنه وحده الذي يستطيع أن يرفع وتيرها ويسرع بخطاها

وأنه الوحيد القادر على خفض تلك الوتيرة

والقادر على تبطيء تلك الخطوات

وأن كلمة منه تستطيع أن تمحو كل خطاياه

تفشل تلك العلاقة حينما نتصور أن من يحبنا سيغفر لنا كل شيئ لأنه

فقط يحبنا حين نثق كثيرا في أن الحب لديه لن ينتهي أبدا ومهما حدث

هل جربت يوما أن تفعل كل ما من شانه أن يغضب أمك

ولا تبالي بغضبها لانك تعلم يقينا أن حبك باق في قلبها مهما فعلت

وأن مجرد ابتسامة منك أو قبلة غير حقيقية على يديها

سوف تنسيها كل مافعلت حتى لو كان مافعلت جريمة في حقها

تفشل علاقات الحب لأننا نستخدم نفس الطريقة

ونطبقها على كل علاقات الحب الأخرى

وبمجرد وثوقنا في قوة حب الطرف الآخر لنا نبدأ في صنع كل مايحلو

لنا دون أن يكون لرد فعله أثر يذكر في تفكيرنا

أكبر الأخطاء في تلك الطريقة أننا لا نستطيع أن نميز بين حب

صنعناه بأيدنا وحب وضعه الله في قلوبنا

إن حب الآباء من صنع الله لذلك فلا قدرة للإنسان على نزعه

أو زيادته أوتغيره أوتبدليه

هل تحب الأم أكثر ابنائها برا بها ومحبة لها

وهل ترفض العاق وتكرهه أبداااا

أنها تحب الاثنين حبا متساويا تقريبا

هذا حب صنعته يد السماء

أما حبنا نحن فنحن من صنعه ولذلك لا ينطبق عليه

ما ينطبق على حب الآباء والأمهات

الحقيقة أن لدينا أفكار كثيرة خاطئة عن الحب

أفكار تأتي من ممارسات خاطئة وموروثات عقيمة

منها مثلا فكرة الدلال والتدلل في المحبة

كأن الحب لا يقوى في الوصل ولا يزداد في القرب ولا يحيا في التواصل

والتفاهم

ومن تلك الأفكار أننا نحتاج أكثر لمن يحبنا لا لمن نحبه نحن

ولذلك فعلى من يحبنا أن يثبت لنا بكل الطرق أنه المحب الأكبر

وأن تمسكه بنا أكبر من تمسكنا به وأنه سيظل يحبنا إلى نهاية العمر

وعليه في هذه الخالة ألا يكتفي بالقسم بأغلظ الايمان أنه سيظل مغرما بنا إلى النهاية

بل عليه أن يثبت ذلك بصورة عملية وعليه كلما ازددنا بعدنا أن يزداد اقترابا

نخطئ كثيراا حين نضع من يحبنا دوما في دائرة الاختبار وأن يكون متهما حتى تثبت براءته

ونخطئ أكثر حين نتخيل أن على من يحبناأن يتحمل كل سخافتنا

حتى نتأكد من حبه لنا وننسى أنه هو أيضا يريد أن يتأكد أننا نحبه

وأن صبره ليس غفلة ولا بله ولا هو عشق وهيام

بقدر ماهو صبر منه ليتأكد من حبنا له قبل أن يضيع حبه

وأنه في اللحظة التي سوف يتيقن أن حبنا له ليس حقيقيا

سوف يلقي بكل مشاعره إلى سلة المهملات

وسوف ينتصر لكرامته وكبريائه مهما عانى من ألم هجره

وأنه سوف يقوى على النسيان مهما ناداه قلبه أن عد ولن يعود

الحقيقة أننا نحتاج أن نحب أكثر من حاجتنا أن يحبنا غيرنا

والحقيقة أننا نحب لأننا نحتاج الحب لا المحبين

والحقيقة أن حبنا لغيرنا جزء من حبنا لذاتنا

والحقيقة أننا نظل نبحث عن الحب فإذا وجدناه ضيعناه

وإذا ضيعناه افتقدناه وإذا افتقدناه بكيناه

نشكو أن من أحبنا لم يفهمنا وأن حبه كان أضعف من تحملنا

وننسى أننا نحن من ضيعناه لأننا لم نحبه بل أحببنا أنفسنا

فكر كثيرا فيما تحتاجه ممن تحب لا فيما تريده

فرق كبير بين ما نحتاجه وبين مانريده

فماالذي تحتاجه فيمن تحب

المساحة ملك لكم والتعبير حريتكم

أعجب ممن يقولون لي أنني أسأت الاختيار أضحك حين يقولون ذلك وأقول لهم

وهل يملك المحب الاختيار أننا لا نملك أن نختار من نحبه لكننا نملك أن نبتعد عنه

تاريخ التسجيل : 30/04/2010

بارك الله بك أبو واصل
بروا آباءكم يبركم أبناؤكم من بر والديه بره ولده
الحب عظيم ومن نعم الله علينا من يحب يرحم ويحن ويعطف من يحب يتغاضى ويسامح
من يحب لا يحقد ولايكره من يحب يملك قلب ابيض وطاهرمن يحب يُحب من يحب يصدق ولايكذب.
مع أني ظلمت فيك أيها الحب وجرحت كثيراً إلا أنه لم يأتي في مخيلتي يوماً بأن تكون أنت السبب أيها الحب فليس الذنب ذنبك عندما نخطىء وإنما العيب فينا .
قال النبي صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأهل الجنة كل هين لين سهل قريب)
حكم ومواعظ:
_ما أقبح القطيعة بعد الصلة و الجفاء بعد الإخاء و العداوة بعد الصفاء و زوال الألفة بعد استحكامها .
_قدِم الاختبار و أجد الاستظهار في اختيار الإخوان و إلا ألحاك الاضطرار إلى مقارنة الأشرار .

تاريخ التسجيل : 09/08/2010

تاريخ التسجيل : 01/11/2010

كلام جميل جدا تشكرعلى هذه المساهمه اللطيفه وبإنتظار المزيد

تاريخ التسجيل : 30/05/2009

تاريخ التسجيل : 10/11/2009

فلسفة الحب

فلسفة الحب

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة