يهدف برنامج تعرف إلى عالم الأعمال “كاب” الذي بدأت وزارة التربية بتطبيقه في محافظة السويداء العام الماضي إلى تطوير المهارات الريادية للشباب وتنمية صلتهم بعالم الأعمال وتهيئتهم من الناحية العملية ليعتمدوا على أنفسهم وتوفير المعرفة لديهم ليتمكنوا من إنشاء مشروعاتهم الخاصة أو العمل بشكل منتج في مؤسسات صغيرة أو متوسطة الحجم.
ويتألف البرنامج من عدة مواد تدريبية تهدف إلى توعية الشباب بمفاهيم مختلفة عن عالم الأعمال بحيث يشرح لهم معنى مؤسسة العمل وكيف يصبح الشاب صاحب عمل حر ويعلمهم كيفية خلق فكرة عمل ناجحة وأسلوب تنظيم العمل ووضع الخطة التي يقوم أي مشروع على أساسها.
وقالت آمال الشمندي المشرفة على البرنامج في السويداء إن كاب شمل خلال العام الدراسي الحالي 13 ثانوية تجارية ونسوية وصناعية و 3 معاهد صناعية ونسوية ومصرفية في المحافظة كما انه يستهدف طلاب الصفين العاشر والحادي عشر في الثانويات والسنة الثانية في المعاهد مبينة ان هناك دراسة تجري لتعميمه على كافة المدارس والمعاهد المهنية.
وأضافت أن التدريب على البرنامج يتم بشكل اسبوعي من خلال مناهج خاصة وبواقع ساعتين لطلاب الثانويات وأربع ساعات لطلاب المعاهد مشيرة إلى دوره الهام في خلق وعي وفهم عند الشباب تجاه المشروعات الخاصة وعملية التوظيف الذاتي كخيار مهني وتوفير المعرفة والخبرة اللازمة حولها وتعزيز الثقافة المؤسساتية التي تقلل من الاعتماد على القطاع العام بالعمل وبالتالي تخفيض مستوى البطالة بما يدعم الاقتصاد الوطني.
ولفتت الشمندي إلى ضرورة توزيع ساعات البرنامج في المعاهد على مدار سنتين وعدم حصرها بالسنة الثانية فقط ودعم المدرسين المتميزين بتدريسه وإجراء تحديث مستمر لمحتوى الكتاب المخصص له وتخصيص منهج للمعاهد ومنح شهادة خاصة به للطلاب الخريجين للاستفادة منها ضمن سوق العمل وتأمين المزيد من التجهيزات المتطورة لدعمه أجهزة العرض والإسقاط.
ودعت المشرفة على البرنامج إلى إقامة ورش عمل بين المحافظات لتبادل الخبرات والاستفادة من تجاربهم المطبقة حوله مبينة أن مديرية التربية ستقوم بتسهيل مهمة قيام الطلاب الخاضعين للبرنامج بزيارات للشركات والمعامل والمصانع واللقاء مع رواد الأعمال والاستفادة من تجربتهم بما يخدم خطة تدريب البرنامج.
بدوره قال وفيق مسعود مدرس في ثانوية شهبا المهنية إن اعتماد مادة التربية الريادية من خلال برنامج كاب له الأثر الكبير على الطلاب من حيث التفكير الجاد بتطوير مهاراتهم ليكونوا أنموذجا مميزا في العطاء والعمل وبناء الذات لافتا إلى أن غالبية الطلاب تفاعلوا مع البرنامج وأصبحوا يفكرون بإنشاء مشروعات صغيرة خاصة بهم كونهم يملكون أفكارا رائعة.
من جانبها اوضحت آمال مرشد مدرسة البرنامج في ثانوية زهر أبو عساف بمدينة السويداء أن البرنامج يعطي راحة نفسية للطلاب الذين يعتبرون دروسه مميزة كونها تحفز قدراتهم الكامنة وتعلمهم كيفية التعامل مع أساسيات الحياة وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس وحسن استثمار مصروفهم وآلية التعامل مع السوق وشراء المواد الأولية اللازمة لمشروعاتهم وفق المواصفات الجيدة.
وأشارت مرشد إلى مدى استجابة الإدارة المدرسية ومديرية التربية لطلبات الطلاب الخاصة بالمواد التعليمية اللازمة لإنجاح منهاج البرنامج بغية تحقيق الغاية المطلوبة منه لافتة إلى أنه يتخلل تطبيق درس برنامج كاب في القاعة المخصصة له تنفيذ بعض الألعاب التي تعتمد على الذكاء بهدف إراحة الطلاب عند شعورهم بالتعب.
ودعت مرشد إلى زيادة اللقاءات الأسبوعية المخصصة للبرنامج وإبقاء مادته دون أي امتحان أو درجات لتقريب الطالب من المادة بشكل أكبر .
من جهتهما أشارت الطالبتان ولاء ورهف العطواني إلى امتلاكهما افكار عمل كثيرة تعززت مع استفادتهما من البرنامج حيث صممتا أزياء للكبار وبيوتا لأجهزة الخليوي وغيرها من الأشكال المستخدمة في التزيين.
ولم تتوقع الطالبتان ديما الظاهر وأمل مرشد أن لديهما قدرة على العمل وتصنيع الأشياء لكن نظرتهما تغيرت بعد إخضاعهما للبرنامج حيث نفذتا إكسسوارات خاصة بالحلويات وسلالا لوضع الأقلام.
وبين الطالب تمام جريرة أنه نفذ ضمن البرنامج مجموعة من التصاميم الخاصة بالأزياء التي تساعده في متابعة دراسته ضمن هذا المجال وتسويق منتجه مستقبلا.
يشار إلى أن برنامج تعرف إلى عالم الأعمال كاب استقدمه مشروع شباب الذي يعد جزءا من الأمانة السورية للتنمية عن طريق منظمة العمل الدولية لتكون سورية أول بلد عربي يطبقه حيث بدأت وزارة التربية بتجريبه خلال العام الدراسي 2006 – 2007 في 19 مدرسة توزعت في دمشق وريفها والقنيطرة ثم وافقت فيما بعد على تعميمه في بقية المحافظات وإدراجه ضمن المناهج الدراسية لطلاب المدارس المهنية والمعاهد المتوسطة.
سورية أونلاين + سانا