لا أشكُ أبداً أن الشعب السوري يأخذ أخباره السياسية من قناة الجزيرة أو العربية أو البي بي سي وأن الفضائية السورية وقناة الدنيا لا يقلب عليها إلا لمعرفة أحوال الطقس
لقد أثبتت قنواتنا الإعلامية المتمثلة بالفضائية وقناة الدنيا أنها بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي وجانبت الصواب في كثير من الأحيان .
لقد حاولت قنواتنا المصونة أن تحجب ضوء الشمس بإصبع ولم تعلم أن هذا الزمن هو زمن الفضاء المفتوح
وان بإمكان أي قناة أن تنقل الأحداث عن طريق الموبايل .
فمن غير المعقول أن تتجاهل فضائياتنا مظاهرات حدث فيها قتل وبأعداد كبيرة لتنقل مسيرات تأييد وكأن شيئاً لا يجري ، أنا لا أثني على الفضائيات الأخرى التي حاولت أيضاً تهويل الأمر وعملت على إثارة الفتنة بين الشعب السوري ولكن كنا نتمنى من فضائياتنا أن تنقل الصورة كما هي حتى لا نضطر أن نضع أجهزة الريموت كونترول على فضائيات أخرى بالغت كثيراً في أعداد القتلى والجرحى .
لقد وقع إعلامنا في ورطة كبيرة عندما أطلق الرئيس بشار الأسد على القتلى أنهم شهداء فبالبداية كانوا يصفونهم بالخونة والعملاء وعندما تم اعتمادهم شهداء أصبحوا يروجون لكلمة ( مندسين ) وتكررت العبارة كثيراً في إعلامنا حتى وصل بهم الأمر لإجراء مقابلات مع أناس اعترفوا أنهم مأجورون .
ثم ظهرت عبارات السلفيين الجهاديين والإخوان المسلمين ، لماذا لا يقر إعلامنا بأن هناك مطالب شعبية يجب تحقيقها ، وأن هذه الجماهير التي خرجت ليست عميلة أو مأجورة ، إنما تريد أن تعيش بكرامة كباقي الشعوب
وفي الختام لا بد أن نثني على الخطوات الجريئة في سبيل الإصلاح ومن أهمها إلغاء قانون الطوارئ وحل محكمة أمن الدولة ولا أشك أن هناك خطوات قادمة تفيد مسيرة الإصلاح .