بات مصطلح الاندساس يتداول كثيرا في الفترة الأخيرة و أخذ البعض يمتعض من هذا التعبير ولكن أريد أن أقول بأن هذا المصطلح ليس بوهم أو خيال إنما هو حقيقة و ملموس في أكثر مدننا و قرانا وخاصةً في بلداتنا و منذ فترة طويلة ولكن في هذه الفترة ربما يزداد عملهم المُضني الشاق .
و سلاحهم كان هو عبارة عن قلم و ورقة بيضاء فقط ولكن هل تعلمون ما يُكتب بها ؟؟!!
لم يكن ما يُكتب فيها خططاً لتطوير بلادنا أو اقتراحات كي ترفع للقيادات العليا من أجل تحسين وضع البلاد والعباد .
إنما كان يُكتب فيها تقارير أمنية لدواعي شخصية أكثر مما هي لدوافع أمنية أو مصلحة وطنية فعملت هذه التقارير على زيادة البطالة بين الشباب و بث روح الرعب من كاتبيها كي نحصل على بعض حقوقنا..
و كان أصحاب هؤلاء الأقلام يندسّون بين الناس و يتقربون منهم كي يحصلوا على مادةٍ دسمة لتقاريرهم و إن لم يحصلوا على مبتغاهم كانوا يلفقون بهم التّهم والتلفيقات و التصريحات وينعتوهم بصفات لا يرضون بها..
ولكن لماذا كانوا يقومون بهذا الفعل الاندساسي ؟؟
البعض منهم كان يقوم بذلك من أجل مصلحة يرتجيها ممن يُرسل لهم بهذه التقارير , والبعض الآخر من أجل فرض هيبته على البعض من الأهالي, والبعض منهم من أجل مصلحة شخصية و محبّة بالضرر لمن لا يستميل لهم.
ولكن ربما السبب الحقيقي هو الضعف الشخصي والنفسي المدفون في باطنهم والذي يؤدي بهم إلى تفجير طاقات إبداعاتهم الكتابية والشعرية واللا أدبية مع أبناء بلدتهم وربما بالمقربين بهم.
وبالرغم من حصولهم على حقد الغالبية العظمى من الأهالي فقد حظَوْا بكره من يُرسلون لهم بهذه التقارير و إن لم يُظهروا لهم هذا الكره لأن الحاجة لهم تجعلهم يُخفون هذا الكره.
لذلك ندعو أصحاب هذه الأقلام بكسر أقلامهم و تمزيق أوراقهم و تغيير أقنعتهم والعودة لوجههم الحقيقي الذي يُعبّر عن محبة أهلهم والخوف على بلدانهم و أوطانهم فمحبة الوطن ليس بكتابة التقارير إنما بتكاتف الجميع لمصلحة البلاد والعباد.
و نسأل الله أن يغفر لنا جميعاً ما تقدم من ذنب وما تأخر و أن يحفظنا من كل فعلٍ مندسٍّ يُغضب الله .
كما ندعوه بأن يحفظ بلادنا و يرحم شهداءنا و يعيد لها أمنها و أمانها...