بالأمس كانت حماة تذبح... ومازالت تنزف حتى اللحظة...
حماة عروس العاصي... الذي أصبح عاصيا على دبابات السفاحين الطغاة... وامتزج لون مياهه بدماء الشهداء الأحرار... شهداء وأبناء شهداء...لم ينسوا مجازر الأب الظالم، حتى جاء الابن ليفعل بالأبناء كما فعل والده بالآباء....
أكثر من مئتين وخمسين شهيدا... العائلات تركت جثث أبنائها في الشوارع ونزحت لتنجوا بحياتها ،وبمن بقي لديها من أبنائها... ولكن إلى أين تنزح؟ إلى الأردن...إلى السعودية...إلى قطر....إلى...إلى...
لا والله...بل إنها جالسة على أطراف الطرقات البعيدة والآمنة من آلات الجزارين...
نساء،...وأطفال....شيوخ...وشباب...أرامل وثكالى ...يبحثون عن ملاجئ تقيهم حر الشمس .. وعن طعام يسكت جوعهم....
أما اليوم فعروس الفرات (دير الزور) تسيل دماؤها لتختلط بمياه عريسها ...(الفرات)
نهر الفرات هذا لم يعد رقراقا هادئا... بل إنه اليوم يفيض غضبا...
تغير لون مياهه الصافية.....تغير طعم مياهه العذب....
امتزجت مياهه بدماء الشهداء الأحرار....بدموع الأمهات الثكالى....بضفائر النساء الأرامل....
بصيحات الأطفال اليتامى....
حوالي ثلاثمئة دبابة دخلت المدينة.......حوالي عشرة آلاف جندي مجهزين بأحدث أنواع العدة والعتاد،يجوبون شوارع المدينة....لماذا؟ مالذي فعله أهل المدينة..!؟
يقولون إن أهل دير الزور يستنجدون بهم لينقذوهم من العصابات المسلحة....
ومن هي هذه العصابات المسلحة..؟ الأطفال..! النساء...! ...الأرامل....الثكالى..
وإن كان كلامكم صحيحا..لم لاتزيحوا النظارة السوداء عن عيونكم...حتى تفرقوا بين المسلحين والعزل...وتلبوا النداء الذي وجه إليكم.........؟
حوالي خمسين في دير الزور شهيدا منذ صباح هذا اليوم إلى اللحظة....
بالأمس كانت حماة...واليوم دير الزور ....وحمص.... ودرعا
وغدا إدلب ....والحسكة... والرقة...و.....و.....و...
ولكن إلى متى....؟
ألم يرتو هؤلاء السفاحين بعد.... ألم تشبع غريزتهم المتعطشة إلى الدماء بعد....
إلى متى.........................الى متى....
الله معنا....الله معنا......الله معنا....
الله مولانا ولا ناصر لهم.....
اللهم كن معنا ولاتكن علينا