دت لأسرد لكم بعضا مما لازال في الذاكرة
*
*
*
*
أذكر .. في يوم 21 انطلق نشيد ولأول مرة في إذاعة مصراته
هذه الأرض هي العرض لنا قد سقينا تربها من دمنا
كيف نرضى أن نراها وطننا لعدانا أو سوانا أبدا أبدا أبدا
وكنّا ننتظر الصوت الذي سيخاطبنا .. أمع مطالب الشباب وأم ضدهم
فانطلق التكبير وبقوة .. مما أجهشنا بكاءا وفرحة بالنصر القادم بإذن الله
وكانت أذاعتنا منذ ذاك اليوم وهي تزرع الشجاعة والحماس والأنس فينا
رغم انقطاع الاتصالات ..
أذكر في ذات اليوم ظهر الزيف المشؤوم بخطابه الذي نامت مدينتي
ليلتها على صمت مخييييف ورهيب
أذكر .. في يوم 23 ضربت قوات الطاغية الإذاعة وأحدتث فيها أضرارا
أذكر أنني استيقضت عند الثالثة صباحا ـ أظن ـ على طلقات نارية أعقبها انفجاران ،
لا أدري كيف ركضت وأختي بطفلتها تاركتين لمنزل أخي مجاور لمنزلنا
والرعب يلفنا بل ونسيت أبي فالمنزل
عندما عدت وجدته يغط في نوم عمييييق أذكر أنني ضحكت وتمنيت لا مبالاته ..
وعند ظهور شمس الصباح أعدت مدينتي العدة للتحدي الأكبر
بدؤا بتصليح الأسلحة داخل الورش
بايعو العقيد سالم جحا على السمع والطاعة
صرفت المصارف رواتب لمن يملك رصيد ولمن لا يملك رصيد
يوم 24 هددنا القذافي بالملاحقة دار دار زنقة زنقة
كنت أتظاهر باللامبالاة .. رغم أني حقيقة يامييييي
أذكر في يوم 25 تركت هذه الكلمة نصا من مفكرتي اليومية :
الوضع الذي أعيشه أسوأ مما أنقله بقلمي هنا
فما بعد صلاة الفجر إطلاق رصاص بجميع أنواعه وأصواته ..
ولك أن تتخيل
فقد كانت اشتباكات بين الثوار وكتيبة حمزة بعد أن هربت من مقر الكتيبة إلى الكلية الجوية
أذكر يوم 26 أنني سألت أخي عما يحدث فقال : حرب مستعرة
فما كان مني سوى التكبير
والإذاعة تهدئ بدورها وتطالب الأهالي بالتكبير
أذكر يوم 27 مديني أصبحت أمنه ماعدا منطقة الكلية الجوية والتي تمركزت فيها كتيبة حمزة
وأذكر أنهم يأسووا من محاولاتهم ضرب المرسلة بمنطقة مرباط فحاول الدخول بحرا بواسطة
هيليوكبتر مرتفع بقليييل عن سطح البحر خوف أن يراهم أحد
وفعلا أذكر أن جارنا وكان أحد الثلاثة من بالمرسلة رأوها فانتظروا إنزال الأسلحة والذخيرة
وعند لحظة همتهم بالنزول بدؤوا ضربا فيهم بالرشاش فهربوا وتركوا الغنيمة ورائهم
وأذكر يوم 6 مارس الذي لن أنساه مهما حييت
ضرب مخيف .. أصوات سيارات .. تكبير .. قذائف تتساقط في جميع الاتجاهات
أعقبها صوت جماهير تهتز له أركان البيت : دم الشهداء ما يمشيش هباء
هذا اليوم سأرويه مرة أخرى
ولي بكم لقاء .. عند توافر الإتصـــال