سلام قول من رب رحيم ،،،
اجعل الحب شعار تربيتك لأبنائك
لابد أن يربي الأب أبنائه علي المودة والحب، ولكن كيف ينشئ الأب طفلاً
ليكون محبوباً وقادراً على أن يحب كل مَن حوله؟ وكيف يمكن أن تكون محبة
الطفل للحياة عميقة وكريمة وليست سطحية أو مجرد ديكور اجتماعي، وأن يكون
الحب في قلب الطفل عميقاً بحيث تتحول الطاقة التي في أعماقه إلى تعاون مع
مَن حوله. إننا نلمس في حياتنا آثار أي شخص محب لنا، والبشرية خلال رحلة
تحررها من فسادها كانت تجد في الأنبياء الذين بعثتهم السماء رموزاً قوية
للحب والعطاء. ومثال ذلك ما جاءت به الرسالات السماوية ثم كانت الرسالة
الخاتمة التي هي أعظم ما وهبه الله للبشرية من منهج حياة يصون الحب فيكفل
بقاء الكون عامراً، تلك هي رسالة محمد صلى الله عليه واله وسلم. إن حب
إنسان لقومه يجعل الناس يأتلفون ويشعرون بالراحة ويلمسون السعادة في أعماق
نفوسهم ويمكنهم من أن يكونوا قادرين على إقامة صداقات قوية وطويلة الأمد،
فينمو المستقبل بين أيديهم بثبات وجودة. إن إنساناً ينشأ على قيمة الحب هو
إنسان يضع كل شيء في مكانه الصحيح، فيختار شريكة عمره على أساس من التواصل
العاطفي والعقلي وحيوية التقدير الجنسي بين الإثنين. بل إن الانسجام بين
الرجل والمرأة في المجتمع المحب يصل إلى درجة رائعة بإمكاننا أن نتخيلها،
ذلك أن البشرية لم تصل حتى الآن إلى المجتمع المحب الكامل. إننا نكتشف في
علاقة الحب المستمرة والعميقة بين الرجل والمرأة الآلاف من الأفعال
التلقائية التي تنبع من خيال المرأة فيستجيب لها الرجل، أو تنبع من خيال
الرجل فتستجيب لها المرأة. ونحن نرى أن الزواج المبني على الحب يرسي أسس
السعادة بثبات، وكما قلنا من قبل، ينشئ أطفالاً أكثر سعادة وانفتاحاً على
العالم. إن هناك أمواجاً من الحب تحيط بالرجل والمرأة والطفل، والأطفال
الذين جاءوا من علاقة حب يقوون الروابط الروحية والمادية بين الأب والأم.
وكما قلنا من قبل، ينشئ أطفالاً أكثر سعادة وانفتاحاً على العالم. إن هناك
أمواجاً من الحب تحيط بالرجل والمرأة والطفل، والأطفال الذين جاءوا من
علاقة حب يقوون الروابط الروحية والمادية بين الأب والأم. ولكن هناك وجهاً
سلبياً للحب، إنه التسلط. فعندما يكون أحد الزوجين متسلطاً فهو يفرض
جبروته على الطرف الآخر ويعتقد كل قرين أن الطرف الآخر يحب الأطفال أكثر
منه. وكثيراً ما نسمع كلمة قاتلة للحب في نفوس الأبناء، الكلمة التي تأتي
على لسان المرأة مثلاً فتقول: ((إنني أعيش مع زوجي الديكتاتور من أجل
الأطفال)). إن الأطفال قد لا يسمعون هذه العبارة من أمهم ولكنها تنتشر
بسرعة في العلاقة بين الأبناء من جهة وبين الأب والأم من جهة ثانية. إن
الأطفال يبدؤون في تلك الحالة رحلة الانتقام والضجيج والسلوك المزعج.
وكذلك يسبب الأطفال هذا الضجيج وينشأ فيهم ذلك الالتواء عندما يقول الأب
كلمات من مثل: ((إنني أتحمل الحياة مع هذه المرأة من أجل الأطفال)). إن
الأبناء يحبون أن يعيش الأب والأم معاً في حالة حب وأن تستمر العلاقة
بينهما قوية ومتينة، كما يفضلون أن تكون علاقتهم بالكبار على أساس من الحب
والتعاون، ويتخوفون من أن تتحول الكراهية ـ كراهية أحد الزوجين للآخر ـ
إلى ثقل على أكتاف الأبناء. وعندما تكون العلاقة مفعمة بالتنافر بين الزوج
والزوجة فلنا أن نتوقع أطفالاً غير مبالين إلى الصداقة مع غيرهم، وأن
نتوقع كباراً ينظرون إلى العالم نظرة عدم ثقة، وأن نرى ألواناً من السلوك
تثير الخصومة والتنافر. وهكذا نجد أن الطفل الصغير يختبئ عملياً داخل جسد
الكبير. نعم، فكل منا يحمل طفولته داخله. وهذا الطفل الصغير يسعى إلى نيل
الحب. وكل طفل يحب أن يكون محبوباً ومحباً، وإلا فإن الطفل سيلجأ إلى
إزعاج مَن حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب.
وأخيرا فإن اساس المجتمعات الاسرة وعماد الاسرة تربية الطفل فان صلحت صلح كل شيءوان فسدت فلله الامر
اتمنى أن ينال هذا الموضوع إعجابكم ،،،
بالتوفيق ان شاء الله ،،،
نسألكم الدعاء
أخوكم في الله مبارك