عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : <<الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا ..والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها إئتلف وماتناكر منها اختلف>> رواه مسلم
رحلة الأرواح سبقة حدوث الأجساد ونفخ الأرواح فيها..فالدنيا مرحلة لاحقة لإلتقاء الأرواح وتعارفها في هذه الدنيا،ثم الرحيل إلى دار البقاء والسرورالدائم..
فمن التقى قبل الدنيا بإلفه ونوعه فتقابل في هذه الدار مع إلفه القديم انجذب إليه ومال إليه وصحبه بالمودة والمعاشرة الطيبة
فإن قوىتجانس الأرواح قوى الائتلاف به،فالتجانس أصل المودة والاتفاق فتثمر المواصلة والمؤانسة والمصافاة ثم المحبة
واختلاف الناس في ظواهرهم وباطنهم وتباين طباعهم أمرٌ مقدّرٌ وواقع من الأزل...
لذلك قال أحدالحكماء: الناس كالشجر، شرابه واحد وثمره مختلف،،فلزم الاختيار قبل الاصطفاء..
فمن رغبَ في اتخاذ صاحب يكون معه في دنياه وأخراه تدور السعادة مع وفاقه وتفتقد مع خلافه،،،لابدّ أن يبحث ويعتني بأصل السجايا والطباع بجانب الصورة المنظورة..لذلك كانت من البداية وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر "فاظفر بذات الدين"" لأنّ الدين يقف بأهله على الخيرات،،
أما تارك الدين فهو عدوّ ٌ لنفسه فكيف يُرجى منه مودّة غيره...
وماأجمل وأنفع لكل من يرغب في اختيار الزوجة والمصاحب من قول النبي صلى الله عليه وسلم" لاتُصاحب ْ إلاّ مؤمناً ولايأكل طعامك إلاّ تقي"" وقوله عليه الصلاة والسلام" المرءُ على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل "" والخلة صفاء المحبة
وقوله "" المرء مع من أحبّ""....