وسائل الإعلام العالمية خلال اليومين السابقين تصريحات متناقضة لعلماء العالم الإسلامي حول " هلال رمضان " بين مؤيد للوسائل العلمية الحديثة في تحري الهلال ، ورؤية الهلال بالعين المجردة ، وآخرون يطالبون العالم الإسلامي بالإتفاق على بداية الشهر . وأعلنت سوريا ومعظم بلدان العالم الإسلامي يوم السبت أول ايام شهر رمضان المبارك ، في توافق مع آراء علماء الفلك الذين قالوا قبل شهر تقريباً أن أول يوم لرمضان سيوافق يوم السبت .
يذكر أن أراء علماء الفلك لم تتعارض مع رؤيا الهلال ( بالطريقة الشرعية ) طيلة أربعين عاماُ ، وعلى الرغم من ذلك لاتزال مشكلة علم الفلك والرؤيا الشرعية مثار جدل كثير من العلماء ووسائل الإعلام في العالم الإسلامي .
وعادة ما يحدث خلاف بين الدول الإسلامية حول رؤية هلال رمضان، حيث تبدأ كل دولة الصيام حسب رؤيتها للهلال، مما يؤدي أيضاً إلى اختلاف الاحتفال بعيد الفطر، ولكن تتفق تلك الدول في الاحتفال بعيد الأضحى ، نظراً لأنه يوافق موسم الحج.
ففي اندونيسيا اعلنت بدء الصيام اليوم على أساس أن جماعة اسلامية بها استدلت على رؤية الهلال أمس ، وفي ذات الدولة فان الحكومة لم تحدد الصيام متى ولم تعلق .
و في تركيا يبدأ الصيام الجمعة ( اليوم ) لأن الأتراك لايعترفون برؤية الهلال ، وفي الصين فإن المسلمين هناك قالوا أن اول رمضان عندهم السبت لأنهم لايعترفون بالتقويم الهجري .
وليبيا تتمسك بأن لديها مرصد هو الأول من نوعه عالميا ولذا فلاتهتم بتوحيد الصيام مع الدول العربية .
غزة " المنكوبة " خارج التغطية ..
وفي ذات الوقت الذي يختلف فيه علماء العالم الإسلامي حول " هلال رمضان " ، يقف الفقراء في غزة " المنكوبة " طوابيراً ينتظرون " قسائم المساعدات الإنسانية " .
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة أسفر عن كارثة إنسانية عميقة، ترى انعكاساتها على الحياة اليومية للشعب الفلسطيني في غزة، وأوضح تقرير أصدره المكتب أن الشعب الفلسطيني في غزة محاصر جسمانيا وثقافيا وفكريا وحتى عاطفيا منذ عام 2007 .
ويصادف بدء شهر رمضان هذا العام بدء العام الدراسي في قطاع غزة الأمر الذي فاقم من مصاعب سكانه المثقلين بالأعباء الاقتصادية كما يقول عدد من التجار ورواد الأسواق القلائل.
ويعيش في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترا مربعا نحو 5ر1 مليون فلسطيني ما يجعله من أكثر المناطق المكتظة بالسكان في العالم . ويعاني القطاع من نقص حاد في المواد الخام ويعتمد في ذلك على الواردات من إسرائيل، أما الصناعة فهي شبه غائبة عن اقتصاده.
وألقت الحرب الإسرائيلية في الفترة الممتدة من 27 كانون أول حتى 18 كانون ثان الماضي على قطاع غزة وما خلفته من أكثر من سبعة آلاف بين قتيل وجريح بمزيد من الظلال السلبية على أوضاع سكان القطاع المعيشية.
السوريون يقاطعون اللحوم والفلسطينيون يحلمون بها..
و دعت جمعية حماية المستهلك في سوريا السوريون إلى مقاطعة اللحوم الحمراء طيلة شهر رمضان المبارك وذلك استجابة لآلاف المطالبات الشعبية التي تطالب بتخفيض سعر اللحوم ، حيث وصل سعر كيلو اللحمة الحمراء إلى أكثر من 700 ليرة سورية ( حوالي 14 دولار ).
وفي غزة ، صورت تقارير إعلامية عربية الوضع المأساوي ، و قال أحد التقارير "ينتظر سليم أبو عاصي الحصول على مساعدات غذائية من تلك التي تقدمها جمعيات محلية ومنظمات دولية لإعانته على إعالة عائلته المكونة من 12 فردا خلال شهر رمضان الكريم ".
وبعد ساعات من التجول والتنقل بين الجمعيات الخيرية عاد أبو عاصي، وهو في الأربعينات من عمره، خالي الوفاض ولم يحصل على "كوبونة مساعدة" أو أكثر تضمن توفير ما يلزم عائلته من سلع وأصناف غذائية خلال الشهر الفضيل.
وفي السوق ، قال بائع اللحوم بسام أبو زيتون، صاحب ملحمة في سوق مدينة البيرة التجارية " إن أسعار اللحوم ارتفعت في الآونة الأخيرة، فعلى سبيل المثال، وصل سعر كيلو لحمة العجل إلى 12 دولارا، بعدما كان لا يزيد عن 6 دولارات، أي النصف، وذلك مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن مربيي الماشية بادروا إلى زيادة أسعار الماشية، بحجة ارتفاع أسعار الأغلاف وكذلك لارتفاع تكاليف تربية الماشية.
ووفق إحصاءات برنامج الغذاء العالمي ووزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية الأخيرة، فإن هناك 99 ألف فرد في الضفة الغربية و85 ألفاً في قطاع غزة، يتلقون مساعدات عينية ومالية بشكل منتظم من قبل البرامج، عبر وزارة الشؤون الاجتماعية. وفي تصريح لوزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري فإن الوزارة تقدم مساعدات مالية شهرية لـ 16.455 ألف أسرة فلسطينية محتاجة في غزة والضفة، تتراوح قيمة المساعدة من 100- 200 دولار، وذلك ضمن البرنامج الوطني للحماية الاجتماعية والذي يهدف إلى مساعدة أفقر الفقراء، وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الإنسانية اليابانية.
أثرياء مصر يأكلون " أوباما " .. والتمور الإسرائيلية الفاسدة تغزو أسواق القدس
و في مصر وصل سعر كيلو التمر من نوع " أوباما " ، حسبما أطلق عليه التجار ، إلى 48 جنيها مصريا (حوالي 7.5 دولارات)، وهو سعر مرتفع جدا ولا يقبل عليه سوى الأثرياء ، خصوصا أن استهلاك الأسرة المكونة من أب وأم و3 أبناء مثلا ربما يصل لـ10 كيلوجرامات من هذا النوع وحده في رمضان.
أما أرخص أنواع التمر فقد أطلق على وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، الذي يذكره العرب مهددا للدول العربية وموجها الإهانات بحق الرئيس المصري حسني مبارك ، ويبلغ سعر تمر "ليبرمان" المذكور ثلاث جنيهات فقط.
وفي القدس قام بعض التجار بإغراق الأسواق الفلسطينية بالتمور مجهولة المصدر، وبخاصة من المستوطنات الإسرائيلية التي تباع بأسعار رخيصة، لا يزيد سعر الكيلو عن 3 دولارات، بهدف ضرب التمر الفلسطيني من ناحية، ومن ناحية أخرى، يكون هذا التمر منتهي الصلاحية أو فاسداً .
مستغلين الوضع المتردي و الجغرافيا الفلسطينية التي تجعل الرقابة الجدية على المعابر أمراً مستحيلاً، ولاسيما أن إسرائيل هي التي تسيطر على المعابر والحدود بين الضفة الغربية وإسرائيل، وتسمح للمنتوجات الإسرائيلية بدخول الأسواق الفلسطينية، في حين تمنع، بل تصادر المنتوجات الفلسطينية، وإن تم إدخالها بشكل قانوني.
يذكر أن الصيام ركن من أركان الاسلام ....
