|  موضوع: ] أركــان الحـج الجمعة نوفمبر 13, 2009 6:49 pm | |
| أركــان الحـج
) الإحرام – الوقوف بعرفة – طواف الإفاضة – السعي )
المبحث الأول – الإحرام
أولاً - تعريف الإحرام وآدابه :
والإحرام في حقيقته هو : الدخول في الحرمة . أي الدخول في النسك من حج أو عمرة , وهو ركن من أركان الحج لقوله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (البينة-5).
وللإحرام آداب ينبغي على الحاج أو المعتمر مراعاتها وهي على النحو الآتي :
1- النظافة , والنظافة هنا : تقليم الأظافر و وتهذيب الشعر من رأس وشارب ونتف الإبط , وحلق العانة , والوضوء , والاغتسال أفضل , وتهذيب اللحية لقول ابن عمر رضي الله عنهما : { من السنة أن يغتسل إذا أراد الإحرام , وإذا أراد دخول مكة المكرمة }رواه البزار والدار قطني وصححه الحاكم , وعن ابن عباس : أن النبي ( قال : { إن النفساء والحائض تغتسل وتُحرم وتقضي المناسك كلها غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر } رواه أحمد وأبو داود وحسنه الترمذي .
2- التجرد من الثياب المخيطة : ولبس الإحرام , وثياب الإحرام عبارة عن رداء يلف النصف الأعلى من البدن , دون الرأس , وإزار يلف النصف الأسفل من البدن . والأفضل أن يكون أبيض لأن البيض أحب الثياب إلى الله .
3- وضع الطيب على البدن والثياب , وإن بقي أثر الطيب بعد الإحرام , وبعض الفقهاء كرهوا وضع الطيب , ولكن الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم حجة عليهم وعلى ما قالوا : والحديث مروي عن عائشة رضي الله عنها قالت : { كأني أنظر إلى وبيض الطيب في مفرق رسول الله وهو محرم } , ومعنى وبيض : أي بريق .
وعنها أنها قالت : كنت أطَيَّبُ رسول الله لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت } ومعنى حله . أي بعد الرمي : الذي يحل به الطيب وغيره ما عدا النساء .
4- صلاة ركعتين بعد الإحرام : وهي سنة الإحرام : يستحب أن يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون , وفي الثانية سورة الإخلاص . لقول ابن عمر : { كان النبي يركع بذي الحليفة ركعتين } رواه مسلم .
ثانياً – أنواع الإحرام :
اتفق الفقهاء على أن أنواع الحج , أو أنواع الإحرام ثلاثة وهي : التمتع , والإفراد , والقران . لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : { خرجنا مع رسول الله عام حجة الوداع , فمنا من أهلّ بعمرة , ومنا من أهلّ بحج وعمرة , ومنا من أهلّ بالحج , وأهل رسول الله بالحج . فأما من أهلّ بعمرة , فحلّ عند قدومه , وأما من أهلّ بحج , أو جمع بين الحج والعمرة , فلم يحلّ حتى كان يوم النحر }رواه البخاري ومسلم وأحمد ومالك, وإلى تفصيل ذلك :
1- التمتع وكيفيته :
والتمتع هو : الحاج الذي يحرم بالعمرة أولاً في أشهر الحج , ثم يحج من عامه الذي اعتمر فيه وسبب تسميته بهذا الاسم : لأنه ينتفع بأداء النسكين في أشهر الحج في عام واحد من غير أن يرجع إلى بلده , هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى : لأن الحاج يتمتع بعد التحلل من إحرامه بما يتمتع به غير المحرم , من لبس الثياب , والطيب وغير ذلك .
وأما كيفيته : أن يحرم الحاج من الميقات بالعمرة وحدها , ويقول عند التلبية : ( لبيك بعمرة ) . ثم ينطلق إلى مكة المكرمة حيث الحرم , فيطوف باليت , ويسعى بين الصفا والمروة , ويقصر أو يحلق , ويتحلل فيخلع ثياب الإحرام ويلبس ثيابه المعتادة , ويأتي كل ما كان قد حرم عليه بالإحرام , وهذا إلى يوم التروية فيحرم من مكة المكرمة للحج .
2- الإفراد وكيفيته :
وإفراد الحج هو : أن يحرم الحاج بالحج فقط , فيؤدي الحج أولاً , ثم يحرم بالعمرة ثانياً ويقول عند التلبية (( لبيك بحج )) ويبقى محرماً حتى تنتهي أعمال الحج , ثم بعد التحلل للحج يقوم بأداء العمرة إن شاء ذلك .
3- القران وكيفيته :
وحج القران لا يكون إلا لأهل الأفاق والبلدان الواقعة خارج المواقيت , وليس لأهل الحرم إلا الإفراد .
والقارن هو : الذي يجمع بين إحرام العمرة وإحرام الحج , قائلاً عند التلبية (( لبيك بحج وعمرة )) , ويبقى محرماً إلى أن يفرغ من أعمال العمرة والحج جميعاً فيأتي بالعمرة أولاً , ثم يأتي بأعمال الحج .
وسبب تسميته بهذا الاسم : لما فيه من القران والجمع بين الحج والعمرة بإحرام واحد .
ثالثاً – أراء الفقهاء في أفضلية هذه الأنواع الثلاثة :
1- ذهب الشافعية والمالكية إلى القول : بأن الإفراد بالحج أفضل من القران والتمتع . مستدلين على ذلك : بأن الإفراد لا يجب معه هدي , ومن ناحية ثانية . أن رسول الله حج مفرداً على الأصح لحديث عائشة رضي الله عنها : { خرجنا مع رسول الله عام حجة الوداع , فمنا من أهل بعمرة , ومنا من أهل بحج وعمرة , وأهل رسول الله بالحج } , كما روي الإفراد عن النبي عن جابر بن عبد الله من طرق متعددة ومتواترة وصحيحة , وقال بهذا : أبو بكر , وعمر , وعثمان وعائشة وجابر .
2- وذهب الأحناف إلى القول : بأن القران أفضل من التمتع والإفراد , والتمتع أفضل من الإفراد . لأن القران فيه استدامة الإحرام من الميقات إلى أن يفرغ من العمرة والحج مستدلين بقوله : { أهلّوا يا آل محمد بعمرة في حجة }أخرجه الطحاوي عن أم سلمه, وقال أنس بن مالك : { سمعت رسول الله يلبي بالحج والعمرة يقول : لبيك عمرة وحجة }أخرجه البخاري ومسلم .
3- وذهب الحنابلة إلى القول : أن التمتع أفضل ثم يليه الإفراد , ثم يليه القران . أي بعكس ترتيب الشافعية . مستدلين على قولهم هذا بحديث المصطفى : { تمتع رسول الله في عام حجة الوداع بالعمرة إلى الحج , وأهدى وساق الهدي معه من ذي الحليفة }رواه البخاري ومسلم .
والراجح من هذه الأقوال : القول الأول : بأن الإفراد بالحج أفضل من القرآن والتمتع للأسباب والأدلة الآتية :
(أ)- لأن الأحاديث المروية بهذا الباب أكثر من غيرها بالنسبة للأقوال الأخرى .
(ب)- وجابر أحد الرواة , وهو أقدم صحبة لرسول الله من غيره , وأشد عناية بظبط المناسك .
(ج)- أجمع الفقهاء على عدم الكراهة في الإفراد .
(د)- وأخيراً أقول : أن التمتع والقران يجب فيهما الدم جبراً للنقص , بخلاف الإفراد بعدم وجوب الدم . وهذا لعدم وجود النقص فيه .
وهذا ما أيده قول النووي رحمه الله في المجموع – الجزء السابع – الصفحة (150) حيث قال : والصواب الذي نفتقده أنه أحرم بحج , ثم أدخل عليها العمرة فصار قارناً , وإدخال العمرة على الحج جائز على أحد قولين عندنا : وعلى الأصح لا يجوز لنا, وجائز للنبي تلك السنة للحاجة , وأمر به في قوله : { لبيك عمرة وحج }رواه مسلم عن أنس.
هذه الأسباب وغيرها جعلني أرجح أن أفضل أنواع الحج هو الإفراد , هذا والله أعلم .
رابعاً – إطلاق نية الإحرام :
من أحرم إحراماً غير مقيد بنوع من أنواع الحج والإحرام , أي : إذا أحرم الحاج ولم يسم نوع من أنواع الحج الثلاثة المذكورة لجهله بها , وعدم معرفته بهذه التفاصيل , جاز وصح إحرامه وحجه .
وقال الفقهاء بهذا الصدد : ولو أهلّ وليّ – كما يفعل الناس – قاصد النسك ولم يسم شيئاً بلفظه , ولا قصد بقلبه , لا تمتعاً , ولا إفراداً , ولا قراناً صح حجه أيضاً وفعل واحدة من الثلاثة .
خامساً – أحكام طواف المتمتع والقارن وسعيهما :
1- أهل الحرم لا متعة لهم ولا قران , وأنهم يحجون حجاً مفرداً ويعتمرون عمرة مفردة وهذا ما قال به ابن عباس والأحناف مستدلين بقوله تعالى : ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام (البقرة-169). وخالفهم في ذلك المالكية والشافعية والحنابلة , وقالوا : يحق للمكي أن يتمتع ويقرن , بدون كراهة , ولا شيء عليه .
واختلف الفقهاء في مسألة : من هم حاضروا المسجد الحرام , أو بمعنى أخر من هم أهل الحرم هم على النحو الآتي :
- قال ابن عباس وطاووس وغيرهم من الفقهاء : هم أهل المسجد الحرام .
- وقال الشافعية : هم من كان أهله على أقل مسافة تقصر فيها الصلاة , وهذا ما قال به ابن جرير .
- وقال الأحناف هم : من كان أهله بالميقات أو دونه , والعبرة بالمقام لا بالمنشأ .
2- على الحاج المتمتع أن يطوف ويسعى للعمرة أولاً : وهذا يغني عن طواف القدوم ثم يطوف طواف الإفاضة بعد الوقوف بعرفة , ويسعى بين الصفا والمروة .
3- والحاج القارن على مذهب الجمهور : يكفيه عمل الحج , فيطوف طوافاً واحداً , أي طواف الإفاضة بعد الوقوف بعرفة , ويسعى سعياً واحداً للحج والعمرة مثله مثل الحاج المفرد لحديث جابر رضي الله عنه قال : { قرن رسول الله الحج والعمرة , وطاف لها طوافاً واحداً }رواه الترمذي وقال حديث حسن , وحديث عائشة أن رسول الله قال لعائشة : { طوافك بالبيت , وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك }رواه مسلم , وحديث ابن عمر أن رسول الله قال : { من أهلّ بالحج والعمرة , أجزأه طواف واحد وسعي واحد }رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
وخالفهم الإمام أبي حنيفة النعمان في ذلك وقال : لا بد للقارن من طوافين وسعيين .
والراجح الرأي الأول لقوة وكثرة أدلته الحسنة والصحيحة .
4- يلزم الحاج المتمتع أو القارن هدياً , وأقله شاة من الغنم , فمن لم يجد هدياً صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله .
والأفضل أن يصوم الأيام الثلاثة في العشر من ذي الحجة قبل يوم عرفة , وله أن يصومها أيام التشريق .
سادساً – التلبية :
التلبية مشروعة باتفاق أهل العلم , وحكمها واجب عند الأحناف والمالكية , وسنة عند الباقين , ولفظها : (( لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك )) , وكان ابن عمر يزيد في صيغتها : (( لبيك لبيك لبيك وسعديك , والخير بيديك , لبيك والرغباء إليك والعمل )) وسعديك أي إسعاد بعد إسعاد , وهو من المساعدة والموافقة على الشيء .
وأما فضائل التلبية كثيرة جداً ومتعددة أقتصر على أهمها وهي :
1- التلبية تذهب بالسيئات والذنوب , وتجعل الحاج كما ولدته أمه لا ذنب عليه لقوله :{ ما من محرم يضحي يومه يلبي حتى تغيب الشمس إلا غابت ذنوبه فعاد كما ولدته أمه }رواه ابن ماجة عن جابر .
2- الحاج الملبي مبشر بالجنة إن شاء الله لحديث أبي هريرة قال : قال رسول الله : { ما أهلّ مهلّ قط إلا بشر , ولا كبر مكبر قط إلا بشر . قيل : يا نبي الله : بالجنة قال : نعم }رواه الطبراني .
3- إذا لبى الحاج , يردد خلفه بالتلبية الحجر والمدر , والشجر وكل شيء حوله . لحديث سهل ابن سعد أن النبي قال : { ما من مسلم يُلبي إلا لبى من عن يمينه وشماله . من حجر وشجر ومدر حتى تنقطع الأرض ها هنا وها هنا }رواه ابن ماجة والترمذي وصححه الحاكم .
ويستحب الجهر بالتلبية لحديث زيد بن خالد أن النبي قال : { جاءني جبريل عليه السلام فقال : مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الله }رواه ابن ماجة وأحمد وقال الحاكم إسناده صحيح, والحديث المروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : أن رسول الله سُئل أي الحج أفضل فقال : { العج والثج }رواه الترمذي وابن ماجة , و العج هو : رفع الصوت بالتلبية , والثج هو : ذبح الهدي .
وتستحب التلبية في مواطن : الركوب , أو النزول , وكلما ارتقى الحاج مرتفعاً أو هبط وادياً , أو التقى براكباً , وعقب كل صلاة , وكذلك بالأسحار .
ووقت التلبية يبدأ من الإحرام إلى رمي جمرة العقبة يوم النحر بأول حصاة يقطعها وفي المسألة خلاف على النحو الأتي :
- ذهب الأحناف وجمهور الفقهاء إلى القول : تنقطع التلبية يوم النحر , وبأول حصاة يلقيها الحاج على جمرة العقبة مستدلين : أن رسول الله : {لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة }. رواه الجماعة .
- وذهب المالكية إلى القول : تنقطع التلبية بزوال الشمس للغروب من يوم عرفة , وأما المعتمر يلبي حتى يستلم الحجر الأسود مستدلين بحديث ابن عباس : { أن النبي كان يمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر } رواه الترمذي وقال : حسن صحيح .
سابعاً – ما يباح للمحرم :
يباح للحاج أو المعتمر المحرم الأمور الآتية :
1- الغسل , وتغير الرداء والإزار .
2- لبس التبان , وهو : سروال قصير .
3- لبس الخفين للمرأة فقط .
4- تغطية وجهه .
5- الحجامة .
6- حك الرأس والجسد بالشد عليهما .
7- شد الحزام , أو النطاق في وسطه ليحافظ على وثائقه ونقوده .
8- الاكتحال , والخضاب بالحنة .
9- ضرب الخدام للتأديب .
10- قتل الذباب والقراد والنحل إذا تأذى منها , وقتل الفواسق الخمس , وكل ما يؤذيه من الحشرات . |
|
| 
الجنس : 
اسم الدولة :  عدد المساهمات : 3205
نقاط التميز : 4640
تاريخ التسجيل : 07/04/2009
العمر : 49
: 
![] أركــان الحـج Vide](https://2img.net/i/fa/vide.gif) |
|
| | موضوع: رد: ] أركــان الحـج الجمعة نوفمبر 13, 2009 7:10 pm | |
| الله يجزيك الخير دكتور عبد الكريم على هذا التفصيل الرائع لواجبات الحج وأكثر ما أعجبني هو إيراد الأدلة وتخريجها فالبعض ينكر سنة الإحرام فجئت بالدليل وليس بعد الدليل كلام وكذلك ترجيح الإفراد على التمتع والقران وهذا يريحنا نحن الشافعية مع احترامنا لبقية الآراء أشكرك من كل قلبي بانتظار المزيد من الأحكام الفقهية المهمة في حياتنا اليومية . |
|
| 
الجنس :
اسم الدولة :  عدد المساهمات : 4250
نقاط التميز : 4915
تاريخ التسجيل : 04/04/2009
العمر : 46
:
|
|
| | موضوع: رد: ] أركــان الحـج الجمعة نوفمبر 13, 2009 10:16 pm | |
| بارك الله بك دكتور على هذه المشاركة المفيدة جدا وجعلها الله في صحيفة حسناتك |
|
| | موضوع: رد: ] أركــان الحـج الأربعاء نوفمبر 18, 2009 5:43 am | |
| الله يجزيك الخير وماشاء عليك وضحت لنا كل شئ عن أركان الحج والله يعطيك العافية وتقبلوا مروري |
|
| 
الجنس :
اسم الدولة : عدد المساهمات : 2286
نقاط التميز : 3213
تاريخ التسجيل : 14/04/2009
العمر : 41
:
|
|
| | موضوع: رد: ] أركــان الحـج الأربعاء نوفمبر 18, 2009 7:24 am | |
| أكرمك الله دكتور وبارك الله فيك وجزاك عنا خير الجزاء يا رجالا بين أعلام منى الثموا الأستار وامشوا رملا وقفوا في عرفات وقفةً تمحو عن ذي زلة ما عملا وإذا زرتم ولاحت يثرب فاكحلوا بالنور منها المقلا تربة للوحي فيها أثر غودر البدر بها قد أفلا كيف أنتم سمح الله لكم كيف ودعتم هناك الرسلا؟! |
|
![] أركــان الحـج Empty](https://2img.net/i/fa/empty.gif)
![] أركــان الحـج Kateb10](https://i.servimg.com/u/f84/13/74/83/54/kateb10.gif)
![] أركــان الحـج Super_10](https://i.servimg.com/u/f84/13/74/83/54/super_10.gif)
