أهذه الموضوعات الفقهية من كتابي (أحكام العبادات ) الذي وفقني الله بأن أقوم بتأليفه في عام 2001 م أسأل الله أن ينفع به أبناء الأمة أمين 0 وإليكم أحكام العيدين بالتفصيل
1- بعد الاطلاع تبين لنا أن صلاة العيدين مختلف فيهما , وللعلماء في ذلك أقوال على النحو الآتي :
(أ)- ذهب الشافعية والمالكية إلى القول : بأن صلاة العيدين سنة مؤكدة ,لأن النبي واظب عليها طوال حياته , وقد استدلوا بقول الرسول للإعرابي السائل عن الصلاة :{ خمس صلوات كتبهن الله تعالى على عباده , قال له : هل علي غيرها قال : لا إلا أن تطوع }رواه البخاري ومسلم .
(ب)- وذهب الحنابلة إلى أن صلاة العيد فرض كفاية , إذا قام بها البعض سقطت عن الباقي شأنها شأن صلاة الجنازة لقوله تعالى: فصل لربك وأنحر (الكوثر-2).
(ج)- وذهب الأحناف على الأصح عندهم : إلى أن صلاة العيدين واجبة وتجب على من وجبت عليه الجمعة مستدلين بما استدل به الشافعية أن الرسول واظب عليها في حياته .
2- يستحب للعيدين ما يستحب للجمعة من غسل وتجميل وطيب ونحو ذلك .
3- يستحب للمصلي في عيد الفطر أن يتناول شيء من الطعام قبل خروجه للصلاة , والسنة أن يأكل تمرات وتراً , واحدة , أو ثلاث , أو خمس وهكذا , وأما قي عيد الأضحى فلا يأكل حتى يعود من مصلاه , والسنة أن يأكل من أضحيته إن كان مضحياً , وإذا لم يكن له أضحية يأكل ما يشاء .
4- ومن السنة أن يصلي خارج البلد أو خارج المسجد إلا في مكة فالصلاة في المسجد الحرام أفضل وتصح الصلاة في المسجد .
5- ومن السنة أيضاً أن يكون طريق العودة غير طريق الذهاب إلى الصلاة , وبمعنى أخر تغير الطريق أثناء العودة من الصلاة إن أمكن ذلك , ومن غير مشقة , وإلا فالرجوع من نفس طريق الذهاب جائز ولا شيء فيه
6- ومن السنة خروج الصبيان والنساء لحضور الصلاة ومشاهدة الخير مع المسلمين , والاشتراك بالأفراح من غير تفريق بين الكبير والصغير والشاب والعجوز والحائض والطاهر , غير أن الحُّيض يعتزلن دخول المسجد أو المصلي .
7- وقت صلاة العيد يبدأ عندما تصبح الشمس بارتفاع ثلاثة أمتار , ويمتد إلى وقت زوال الشمس ويستحب تأخير صلاة عيد الفطر قليلاً وتعجيل صلاة عيد الأضحى قليلاً , والدليل على وقت صلاة العيدين حديث جندب قال :{ كان النبي يصلي بنا الفطر والشمس على قيد رمحين , والأضحى على قيد رمح}أخرجه أحمد , والرمح يقدر بثلاثة أمتار .
8- ليس لصلاة العيدين أذان ولا إقامة , وليس لها سنة قبلية ولا بعدية ولم يكن النبي ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلى المصلى شيئاً قبل الصلاة ولا بعدها . قال ابن عباس : خرج رسول الله يوم العيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما }رواه الجماعة .
9- صفة صلاة العيدين هي : ركعتان مثلهما مثل صلاة الجمعة , ويجهر الإمام في القراءة فيهما , ويكبر في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات ,وفي الثانية بعد تكبيرة القيام خمس تكبيرات مع رفع اليدين مع كل تكبيرة , والتكبيرة سنة , والزيادة والنقص فيه لا يضر , ولو نسيه الإمام كله فالصلاة صحيحة ولا يسجد للسهو إن تركه ناسياً , وقيل يسجد إن نسي تكبير ركعة , وكذلك إذا نسي تكبير الركعتين وهذا من باب أولى .
10- وصلاة العيدين من الرجال والنساء والصبيان جائزة , مسافرين أو مقيمين , وسواء جماعة أو فرادا وهذا على الأرجح , وسواء صليت في البيت أو في المسجد أو في المصلى , ومن فاتته الصلاة مع الإمام صلى ركعتين منفرداً .
11- فإذا انتهى وقت العيد بالزوال ولم يصل الإمام صلاة العيد لعذر من الأعذار , أو سبب من الأسباب يصليها في اليوم الثاني من ارتفاع الشمس إلى زوالها , فإن خرجت الصلاة عن هذين اليومين فلا صلاة ولا قضاء لها إلا عند الحنابلة والشافعية فإنها تقضى في أي يوم كالنوافل .
12- وتسن الخطبة بعد صلاة العيد , ويسن الاستماع إليها , ويكره تقديمها على صلاة العيد , وهي كخطبة الجمعة تبدأ بالحمد لله والثناء عليه والشهادتين ونحو ذلك , ثم يعظ الخطيب الناس ويعلمهم ما يطلب منهم في الأعياد من وصل الأرحام ونحوه . ولم يثبت أن للخطبة يوم العيد استراحة فهي خطبة واحدة لا خطبتان كالجمعة , وما قيل أن خطبة العيد تبدأ بالتكبير لا أصل له في السنة .
13- ولا بأس باللعب المباح , واللهو البريء , والغناء البعيد عن الفحش , وذلك من شعائر الدين التي شرعها الله في يوم العيد رياضة للبدن وترويحاً للنفس وإظهاراً لنعمة الله .
14- والتهنئة بالعيد , وبكل نعمة مستحبة , وأحسن ما ورد في يوم العيد من التهنئة أن تقول :( تقبل الله منا ومنك ) .
15- التكبير أيام العيد سنة , حيث يبدأ التكبير في عيد الفطر من وقت الخروج إلى الصلاة , وحتى يخرج الإمام للصلاة بالناس , ويكون التكبير جهراً , وقال بعضهم يبدأ في الفطر من ليلة العيد . أي من بعد رؤية هلال شوال .
وأما التكبير في عيد الأضحى فيبدأ من يوم عرفة , ويستمر إلى عصر يوم الأخير من أيام التشريق , وهو اليوم الثالث عشر , والتكبير في أيام التشريق مستحب في كل وقت من أوقات الصلاة . أي يكون التكبير بعد انتهاء كل صلاة من الصلوات الخمس , ويكبر الرجال والنساء على السواء .
16- وصيغة التكبير موسع فيها , فلك أن تكبر بأي صيغة أردت ,ولكن أصح ما ورد في هذا الشأن هو :( الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر كبيرا) .
ا