أتلبية للأستاذ أبي خالد حفظه الله علماً أني أحترمه وأحترم خواطرهآ الطيبة وأعترف بأنه صاحب فكرمنفتح من أجل ذلك ألبي طلبه في هذه الخواطر سائلاً المولى ألا يصيب أعضاء المنتدى والقراء الملل فتنعدم الحُلل
الخاطرة الأولى : أهمية الصلاة وأثرها في حياة المسلم :
للصلاة أهميتها وأثرها الواضح في حياة المسلم من جميع الجوانب ومن أهم هذه الآثار :
1- الصلاة هي الصلة بين العبد وربه بعد الإيمان به .
2- والصلاة الخط الهاتفي الإلهي الروحي الوثيق الذي يربط العبد بخالقه .
3- كما أن الصلاة ضياء ونور يشرق في خلجات النفس الإنسانية ويجعل المسلم أن يقيّم الحياة تقيماً عقلانياً , ولا يعطي دنياه إلا ما تستحق وقّافاً عند حدوده , معظماً لما عظم الله تعالى ومحقراً لما حقره الله سبحانه تعالى , مترفعاً عن الفواحش وغيرها مما يغضب الله عز وجل , والصلاة إذن الابتعاد عن الفواحش بأنواعها , وهذا هو دور الصلاة بلا شك في ذلك لقوله تعالى : } إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .(العنكبوت-45)
4- الصلاة دواء ومطهر ومكفر فإذا كانت الفواحش والمنكرات تشبه الحشرات الضارة , والجراثيم المرضية , والديدان الماصّة , والصرطانات القاتلة , فإن الصلاة تشبه المعقمات والمضادات الحيوية والدواء الناجح لكل ما يعمل على تدمير بنية الإنسان كل هذا في الصلاة بالنسبة لما يهدم إنسانية الإنسان وهذا ما جاء في قوله تعالى : وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (هود-114)
5- فرض الله سبحانه وتعالى علينا الصلاة رحمة بنا لتكون كفارة لما قبلها لقوله : { ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وركوعها وخشوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله}, وقوله : عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي قال :{ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه}. انفتل بمعنى : انصرف
6- ومن أهمية الصلاة أيضاً أن الملائكة يحيطون بالمصلي ويراقبون بدقة حركاته ويحصون عليه خطواته , والأعظم من ذلك أنهم يتزاحمون حوله إذا صلى وإذا جلس ينتظر الصلاة , وإذا انطلق باسم الله مسبحاً مهللاً أو قارئاً لكتاب الله مصلياً على نبيه وهذه كلها نعم ينال بها المصلي رضاء الله تبارك وتعالى وفوزه بالجنة .
فعن أبي هريرة قال : قال النبي :{ صلاة الرجل في جماعته تُضَعّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً , وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحُط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلى عليه مادام في مُصلاه ما لم يحُدث : اللهم صلّ عليه , اللهم ارحمه, ولا يزل في صلاة ما انتظر الصلاة}.
7- والصلاة ترابط اجتماعي قوي وأمين صاف لا غش فيه ، ولا غدر ، وتلاقٍ شريف نظيف طاهر تلاقٍ على المحبة والأخوة لقاء على المودة لقاء في بيت من بيوت الله لقاء يهدف إرضاء الله عز وجل ، ثم يقف الغني بجوار الفقي ، والأبيض بجانب الأسود في صف واحد هو صف الصلاة يشاهد كل واحد منهم المصلي الأخر ، واقفين جميعاً بين يدي الله هذا يشد من أزر الأخر يتألقون ويتشاركون في الوجدان والعاطفة ، وبالتالي يجدون وحدة من صنع الله وضاءة بريئة ذات أثر إيجابي يملؤه الإيمان .
8- وكلمتي الأخيرة في هذا الموضوع : أن الصلاة نظام وطهارة ونظافة وعمل وحركة وعلم وتطبيق وترجمة وتعاطف وإخاء وأخلاق وتربية روحية عالية وقوة وأمان وصدق , واتزان واعتدال , فالصلاة مدرسة التربية الإسلامية العالية ، وتحية الإسلام للجميع .