عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لاتقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال ، فيفيض حتى يُهِمّ ربّ ُ المال من يقبله منه صدقة ، ويدعى إليه الرجل ، فيقول : لا أربَ لي فيه ) رواه البخاري .
وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ) رواه مسلم .
وأخبر عليه الصلاة والسلام أن ّ الله تعالى سيُعطي هذه الأمة ويفتح عليها من كنوز الأرض وأنّ ملكَ
أمته سيبلغ مشارق الأرض ومغاربها
وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام ( وإني قد أ ُعطيت ُ مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض ) رواه مسلم . وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع الطريق ، فقال : يا عدي ! هل رأيت الحيرة ؟ قلت : لم أرها ، وقد أنبئت عنها. قال : ( فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله ). قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دعار طيء الذين قد سعروا البلاد؟! ( ولئن طالت بك حياة لتفتحنكنوز كسرى) قلت : كسرى بن هرمز؟! قال : كسرى بن هرمز. ( ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه ..... )،
قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم يخرج ملء كفه ) رواه البخاري .
وقد كثر المال في عهد الصحابة رضي الله عنهم بسبب ما وقع من الفتوح ، ثم فاض المال في عهد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فكان الرجل يعرض المال للصدقة ، فلا يجد من يقبله،
وسيكثر المال في آخر الزمان حتى يعرض الرجل ماله فيقول الذي يعرض عليه : لا أرب لي فيه - وهذا والله أعلم في زمن المهدي وعيسى بن مريم عليه السلام لما ورد من إخراج الأرض لكنوزها وخيراتها في ذلك الوقت
كما جاء في صحيح مسلم أنّ الأرض تقيء أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلتُ . ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعتُ رحمي . ويجيء السارق فيقول :
في هذا قطعت يدي . ثم يدَعونه فلا يأخذون منه شيئاً".
ذكر ابن حجر أنه يُحتمل أن يكون استغناء الناس عن المال وتركهم له وقت خروج النار واشتغال
الناس بأمر الحشر فلا يلتفت أحدٌ حينئذ إلى المال بل يقصد أن يتخفف ما استطاع
وبذلك يكون الاستغناء يقع في زمنين في الماضي وسيقع عند آخر الزمن وبسببين مختلفين.. والله أعلم
كتاب " أشراط الساعة " ليوسف عبدالله الوابل صفحة 87إلى 89
والحمدلله ربّ العالمين