ما زلنا مع الفارغين الوقت ...وهذا كثيراً ما نُعاني منه بالسهرات وفي الولائم وعند
قدوم شخص من سفر ...يكون المجلس فيه سبعة أو ثمانية من الناس فيستلم الحديث وحده
من بابه إلى محرابه ، لا يدع لأحد فرجة بين جملتين يمدّ منها لسانه بكلمة أو يبارك للمسافر
بعودته سالماً أو يسأله عن صحته ومن تركهم خلفه
ولا يُبالي أملّ الحاضرون أم تعبوا أم طلعت أرواحهم من حديثه البارد الذي يكون له أول
ولا يكون له آخر..
كأنّ القوم قد دُعوا إلى محاضرة !! على أنّ المحاضرة لها موضوع معروف ومدة معيّنة
ومحاضرته ليس لها مُدّة ولا موضوع محدد فهو يتنقل من بطولاته أو منجزاته أو إبداعاته
إلى مغامرات طفله المدلّل إلى شهادات الثناء والتقدير من الناس لولده إلى عالم السيارات والطيارات
والسهل والجبل والبحر والجو والأرض والسماء إلى عالم الرياضة والأخبار
والكل يدعو بقلبه مستغيثاً بالله أن ينتهي حديثه أو يأتيه اتصال فيُريح الحضور منه أو يغصّ بكلمة
فيسكت
والأفظع من ذلك أنّ غالب مدحه لنفسه وتقريظها كذب لا أصل له !!!
والأشد فظاعة ًأنّ هذه الصور تحدث عند مريضٍ أحياناً أو قادم من سفر بعيدٍ وبليلته الأولى وهو لم
يتمكن من رؤية أهله وأولاده !!!!