كشفت دراسة أمريكية حديثة أن الهاتف النقال له آثار ضارة تنعكس بشكل سلبي على قدراتنا اللغوية والإدراكية خاصة أثناء استخدامه عند قيادة السيارة.
وأشار المتخصص في مجال الطب النفسي واللغة الدكتور غاري ديل أن "الآثار الضارة لاستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة لا تقتصر فقط على تشتيت انتباه السائق أثناء القيادة وتعريضه للإصابة بالحوادث، بل تمتد وتؤثّر على قدرة المستخدم على الفهم الصحيح للغة أثناء الحديث وكذلك على الاستيعاب والإدراك واستخدام اللغة بصورة صحيحة.
وقال أحد الباحثين المشاركين في الدراسة إن" هذه الدراسة تظهر أن بعض جوانب اللغة تغيب عندما تكون وراء عجلة القيادة".
كما أضاف غاري أن "نتائج هذه الدراسة تتناقض مع نتائج دراستين سابقتين حول التأثير المحتمل والضار لاستخدام الهاتف النقال خلال القيادة إن النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة غير مقنعة بالنسبة للبعض منا المتخصصين في دراسة اللغات".
وقد توصل الباحثون لتلك النتائج بعد أن قاموا بملاحظة 96 شخصاً نصفهم من تعدى الخامسة والستين, والنصف الآخر في العشرينات، وقد تم تقسيمهم إلى مجموعتين ثم طلب من أفراد الفريقين العمل كمجموعات تتكون الواحدة من شخصين على جهاز يحاكي السيارة، بحيث يقوم واحد بمهمة السائق والآخر بمهمة راكب يتحدث إليه وهو بجانبه أو عبر هاتف خلوي عن بعد. ثم طلب من السائق وراء جهاز المحاكاة الاستماع إلى قصة وهو يمر في منطقة مزدحمة ثم إعادة ما سمعه، وتكرر الأمر بالطلب من الشخص الجالس وراء المقود إعادة سرد أربع قصص سمعها عبر سماعات مثبتة على الأذنين من أجل معرفة قدرة التركيز عند هؤلاء, وتبيّن للباحثين أن «السائقين» تذكّروا أقل من 20% مما سمعوه خلال القيادة.
ويشار إلى أن من التأثيرات السلبية على صحة الإنسان الناتجة عن استخدام الهاتف النقال مؤقتة تختفي بمجرد الراحة والتوقف عن استخدام الهاتف لفترة, وأن النقال لا يسبب أضرارا أو أمراضا مستمرة كما هو معتقد ولكن إذا تم الابتعاد عن الهاتف لفترة ينتهي الصداع والإرهاق وتتوقف فرصة انقسام الخلايا كما أن الأعراض المرضية تزداد في الأطفال لأنهم في طور النمو.
وأكد العلماء في جامعة واشنطن الأميركية مؤخراً صحة ما جاءت به الدراسات السابقة حول خطورة الهاتف النقال على صحة وسلامة الدماغ وتأثيراته السلبية على الذاكرة والمهارات العقلية, وان النقال قد يسبب فقدان الذاكرة طويل الأمد.
سيريانيوز