بسم الله الرحمن الرحيم :
الأخوة في الله والصحبة في دينه من أفضل القربات ، وألطف ما يُستفاد من الطاعات في مجاري العادات
لها شروط ودرجات وفوائد دينية ودنيوية كما لها حقوق ولوازم وآداب ...
وبمراعاتها تصفو الأخوة عن شوائب الكدورات ونزعات الشيطان
وبالقيام بحقوقها يتقرّب إلى الله زلفى ،،، وبالمحافظة عليها تـــُنال الدرجات العُلى وخاصة عندما تكون
الرابطة هي التقوى والدين والحبّ في الله بعيدة عن المصالح الشخصية ،،، وقد جاء من الآيات والأخبار والآثار ما فيه كفاية ومقنع في فضلها والحث ّ عليها
ولكن ما يُنغص على المرء عيشه ويكدرّ صفوه ويُهم قلبه أولئك الذين لا تعرف متى يرضون
ولا متى يسخطون !! ولا تعرف ما يزعجهم ولا ما يرضيهم !! فهم متقلّبون متلوّنون يسرهم اليوم ما يسوؤهم الغد
يبيت أحدهم على حبّ وودّ وألفة فيصبح وقد قاطع أخاه يشيح بوجهه ويتكلم بالنميمة في عرضه ....
أو يُظهر البغض له إما بالقول
كالكف عن محادثته أو الاستخفاف والتغليظ أو التصريح والتلميح أو بالهمز واللمز أو يتأليب الناس عليه
أو بالفعل كقطع السعي في إعانته والوقوف عند الشدائد بجانبه أو السعي لأساءته وإفساد مآربه أو إظهار الشماتة فيه
دون أن يُبيّن سبب إعراضه وهجرانه وغضبه وتحامله !!!!
وقد يبني أحكاماً عليه ويهجره ويُظهر الإعراض عنه ، أو يجرد سيفه وقلمه ولسانه لمجرد ظنّ ووهم أو كلمة من حاسد أو وشاية من فاسق
ولذلك فليكن المرء يقظاناً وليرتد لنفسه إخواناً يؤازرونه على الضرّاء ويشاركونه في السرّاء
يلتمسون له العذر ويعفون عنه عند الخطيئة ولا يعدّ ون عليه الهفوات والزلات ولا ينتظرون الردّ
ولا الجزاء ...... ويكونون مثل أو قريب ما قاله أحدهم :
إنّ أخاك الحقّ من كان معك **** ومن يضرّ نفسه لينفعك
ومن إذا رَيب زمان صدعك **** شتــّت نفسه ليجمعك