إنّ غدا ً
لناظره قريب
يستخدم هذا المثل للدلالة على أن الموعد والأجل قريب
قصة هذا المثل أن الملك النعمان بن المنذر خرج يوماً يتصيد على فرسه اليحموم, فطارد حمار
وحش وشذ عن رفاقه وأمطرت عليه السماء فطلب ملجأ, فجاء إلى بناء وجد فيه رجلاً من
طيء يقال له حنظلة ومعه امرأة له. فذبح الطائي له شاة وأعد له خبزا ً فأطعم النعمان ولم
يكن يعرفه, فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيء اطلب
ثوابك, أنا النعمان, قال الطائي: أفعل إن شاء الله. ثم مضى النعمان ولحق بالخيل إلى
الحيرة, ومكث الطائي بعد ذلك زمانا ً حتى اصابته نكبة وجهد فقالت له امرأته: لو
أتيت الملك لأحسن إليك. فذهب الطائي إلى الحيرة, فوافق مجيؤه يوم بؤس النعمان, فلما
رآه النعمان قال له: أفلا جئت غير هذا اليوم, والله لو سنح لي في هذا اليوم
ابني لم أجد بدا من قتله. فاطلب حاجتك من الدنيا, وسل ما بدا لك فإنك مقتول قال: وما
أصنع بالدينا بعد نفسي, وإن كان لابد فأجلني حتى أعود لأهلي فأوصي إليهم وأهيئ
حالهم, ثم أعود إليك, قال النعمان: أقم لي كفيلا على ذلك.
فوثب إليه رجل من كلب يقال
له قراد, فقال للنعمان: هو علي فضمنه إياه. ثم أمر النعمان للطائي بخمسمئة
ناقة, فمضى بها الطائي إلى أهله وكان الأجل عاما ً ، فلما
حال على الطائي الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد: ما أراك إلا
هالكا ً غدا ً
فقال قراد:
فإن يك صدر هذا اليوم ولىّ
فإن غدا ً لناظره قريب
وبينما كان قراد
يعد للقتل إذ ظهر لهم الطائي, قال له النعمان: ما الذي حملك على الرجوع بعد إفلاتك
من القتل?..
قال الطائي: الوفاء
ثم عفاعنه النعمان