أمي أخطأت بحقي / بقلم : عبد الرزاق الدرباس



سامحها الله و تغمدها بواسع رحمته ، فهاأنا بعد أحد عشر عاما على رحيلها المر ، أذكرها مع كل إشراقة شمس و غياب ، و عقب كل صلاة و لدى رمي رأسي المتعب على وسادة النوم .

لكني اليوم إضافة لدعواتي لها بالرحمة ، سأسامحها لأنها أخطأت بحقي و تتحمل جزءأ مما أنا فيه من إهمال و تعب و قلة شأن .

كانت حين تراني أو تسمع أني ألعب كرة القدم في الحارة مع الأولاد ، لا يهدأ لها بال حتى تسحبني من بينهم عنوة و تقول : اجلس على كتابك و دروسك فالامتحان قريب ، و كثيرا ما حرمتني متعة فوز بهدف أو تسديدة صائبة بمفاجأتها لي في الميدان ، حيث كان كل الأطفال يتوقفون عن اللعب تقديراً لها و تأدباً معها .



و حين تقام الأعراس الريفية الجميلة وأتسلل لأستمتع بعزف الفرق الشعبية و غناء مطربي الأعراس ، كانت تشعرني وكأن قد وقعت الواقعة ، فتنهرني بشدة و تعيدني للبيت و صوت الموسيقى و الغناء مازال يطن بأذني و تجلسني إلى دفاتري و كتبي و تقول لي : مستقبلك هنا ، في الكتاب و ليس في كرة القدم و لا في الأعراس . و هكذا حتى حفظت معظم القرآن الكريم و أشعار العرب و الغرب و كتب النحو و الأدب تواريخ الأمم و جغرافية البلدان و آلت بي الحال إلى ماتعرفون .

أمس قرأت أن مطرباً عربياً _ أترفع عن تسميته _ سينال مليون دولار أمريكي لقاء تصويره دعاية تجارية لمنتج مياه معدنية مدته 50 ثانية فقط .

كما قرأت أن لاعب المنتخب الإنكليزي ( بيكهام ) يتقاضى أجرا شهريا قيمته 100 ألف جنيه استرليني و يتلقى على (الفيسبوك) عشرات الدعوات من أجمل الفتيات ( للصداقة ) .

لي رفيق دراسة فاشل في سورية امتهن عزف العود ، اليوم هو عضوفي إحدى الفرق الموسيقية براتب شهري يعادل دخلي السنوي ..

لهؤلاء المطربين طاقم عمل و مكتب و مرافقون و مصورون و محامون ‘ إنهم وزارات كبيرة ، و للاعبي الكرة نواد ٍ تتنافس في مكافآتهم و ينالون النجومية والمال و الحياة التي تتقزم معها حكايات ألف ليلة و ليلة .

ليتها تركتني ألعب الكرة ، لكنت الآن لاعباً مشهوراً أو مدرباً أو معلقاً رياضياً تغزو صوري الأماكن و تلهج بذكري الألسنة .

ليتها سمحت لي بحضور الحفلات و الأعراس لكنت مطرباً أو ملحناً أو عازفاً أسكن قلوب العذارى و يحلم بتوقيعي الملايين لأعيش في سبات و نبات .

إنها بحرصها علي جعلت نهايتي متعاطياً للشعر ومدرس لغة عربية ( و تعرفون بقية الحكاية ) .

سامح الله أمي فقد أخطأت بحقي .

الشارقة 20/6/2010م

نسأل الله لوالدتك الرحمة والمغفرة والرضوان .. وأن يسكنها تعالى فسيح الجنان

فقد أحسنت التربية وعرفت مصلحة ولدها ومستقبله

ربما ليس المستقبل القريب .. ولكن المستقبل البعيد والمستقبل الحقيقي والمحتوم لكل إنسان

المستقبل الذي احتضنها وسوف نلحق بها جميعا إلى هذا المستقبل

والسعيد من سعد مستقبله والشقي من ساء مصيره

وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

جزاك الله كل خير أستاذ عبد الرزاق على كتاباتك الرائعة

شكرا لهذه السيده الفاضله فقد أهدتنا بركان مشاعر جياش وينبوع معرفه لاينضب وجعلت من حذرها عليك جعلت منك بستان ورود لا تملك الا ان تنشر عبيرها الفواح على صفحات منتدانا الحبيب فالف شكر لها وجعلك الله بارا بها وجعلك حسنه في سجل اعمالها فالف رحمه لها والف مغفره

رحم الله تلك الام العبقرية .. واسكنها الله فسيح الجنان ياذنه هو

فقد اهدتنا باقة ورد من اجمل واندر الورود على سطح الارض

وهاهي هذه الباقة تنشر اجمل العطور في ربوع هذا البيت الشاعري الجميل

سلمت يمناك شاعرنا القدير .. والف الف شكر لك

بارك الله بك استاذ عبد الرزاق وبارك الله بتلك الأم الفاضلة رحمها الله التي أحسنت التربية والعلم وعرفت تحديد هدف ابنها..
فكل كتب التربية والأدب تعجز أمام ما قدمته ...
ونحن نعلم أن قصدك مما كتبت هو البرّ والعرفان لأمك لما أحسنت لك من أدب وتربية و ان تفعل كل أمهات المسلمين ما فعلته والدتك رحمها الله
وأن يبتعد شبابنا عمّا هو زائل ومزيف من مظاهر خلّبية و نزوات دنيوية..

هذه حالة كل الام الفاضلة في كل مكان رحمها الله واسكنها فسيح جناته

رحم الله اموات المسلمين جميعا ورحم الله امك اخي الكريم
ولو ان النساء اخطأن ..... خطأ .. امك رحمها الله لكان العالم بالف خير و واني لأراك تنشر وتذكر محاسن والدتك والا تنسى برها واحس انك تضحك الى درجة عاليه حين ترى مثل ذلك الترهات كامثال لاعبين الكرة ورجال الاعلان
فما حسن الرجال لهم بحسن........ اذا ما اخطأ الحسن البيان
والحمد لله ان تملك من البيان والتبيين ما تجاري به صاحب كتابه ( الجاحظ) وذلك هو راسمال لايقدر بمال
مع تمنياتي لك بالتوفيق وبالصحة والعافيه