الملحمة الكبرى
هنا أحب أن أعرض بين أيديكم الملحمة العظيمة التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تسبق ظهور الدجال في آخر الزمان وقد حاولت أن أجمع الأحاديث الصحيحة في ذلك وأقرأ ما وصف عنها وما تحدث العلماء عن تلك الملحمة بشيء من التفصيل لعل الله أن ينفع بها الجميع . وهنا أعرضها لكم بتفرد لمدونة أبونايف بشرح ما يحدث في تلك الملحمة . كما عرضها الرسول صلى الله عليه وسلم وتجنب ما ورد في ذلك من اسرائيليات لتشويه القصة الحقيقية والواقعية . أكمل قراءة التدوينة للإطلاع على القصة ..
معركة الملحمة
علامات الساعة الصغرى تظهر كما بيّن العلماء بشكل منفصل وغير مترابط بعكس علامات الساعة الكبرى إذا ظهرت فإنها تتابع كخرزات العقد ، إذا انقطع العقد فإنها تتالى الخرزات بالسقوط وهذا يدل على تتابع تلك العلامات وهي تختلف وتنقسم إلى نوعين منها ما يدل على اقتراب الساعة ومنها ما يدل على حلول الساعة . فالعلامات التي تدل على اقتراب الساعة تبدأ بظهور الدجال والعلامات التي تدل على حلول الساعة تبدأ بطلوع الدابة وظهور الشمس من مغربها . وظهور الدجال فتنة عظيمة بل هي أعظم فتنة فقد روى صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة ما من أمر أكبر من الدجال) . وقد سمي بالمسيح لأن عينه ممسوحة (أعور) وأما عيسى عليه السلام فسمي بالمسيح لأنه كان يمسح على المرضى فيشفون بإذن الله .
يظهر المسيح الدجال في وقت تكون الأمة الإسلامية في قوة عظيمة وقد علا شأنها وقويت شوكتها فيأتي الدجال ليكسر شوكة القوة لدى المسلمين . وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوة المسلمين قبل ظهور الدجال في حديثه الصحيح قال (ستصالحون الروم صلحاً آمناً , فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم فتنصرون وتغنمون وتسلمون ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول ، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب,فيقول: غلب الصليب,فيغضب رجل من المسلمين فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة فيثور المسلمون إلى أسلحتهم ، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة) مرج ذي تلول مكان بالشام ، وفي هذا الحديث يدل على ان المسلمين والنصارى (الروم) يجتمعون في تحالف ضد عدو لم يحدده فينتصر التحالف انتصار عظيم يغنم فيه ويسلمون ثم بعد رجوعهم يتفاخر احد رجال النصارى ويرفع الصليب فيكسره مسلم غاضب فتبدأ الملحمة الكبرى بين السلمين والنصارى فيقتل النصارى مجموعة من المسلمين في ذلك المكان فيستشهدون ثم يأتي من بعدهم مسلمون آخرون يهجمون فيقتلون ويغنمون عندها تجتمع قوات النصارى من أنحاء الأرض ثمانين راية وربما المقصود بالراية انها دولة وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم بالعدد أنه تحت كل راية أكثر من اثنا عشر ألف مقاتلاً وهذا عدد كبير جداً فسيصبح أكثر من المليون مقاتل عدد النصارى في ذلك اليوم . فيحتل الروم منطقة الشام فينطلق المسلمون من المدينة من خيار المسلمين يومئذ كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم .
فيصطف الجيشان فيقول النصارى خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا وهنا يقصد الذين هجموا وغنموا من النصارى يطلبون ان يقتلوهم ، فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا . فيبدأ القتال وفيه جيش الروم عظيم وكبير ويكاد يهزم المسلمين ، ويصف عليه السلام بعض ممن يقاتل مع المسلمين بأن دينهم رقيق فيرتدوا خوفاً من القتل فينضمون إلى النصارى ، فتزداد قوة النصارى. حينها يقوم بعض المسلمين ويشترطون على أنفسهم الموت فينطلقون على النصارى فيموتون جميعاً (يستشهدون) ويستمر القتال ذلك اليوم إلى الليل فيتوقفان في الليل ، وفي اليوم التالي يبدأ القتال مرة أخرى وتقوم جماعة كسابقتها تشترط الموت فتفنى هذه الجماعة ، ويحدث مثل ذلك في اليوم الثالث . يقول صلى الله عليه وسلم (فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام) يأتيهم المدد من جميع مسلمي العالم فيهجمون على النصارى وتحدث مقتلة بين النصارى لم يرى مثلها . فيصف الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المذبحة التي تحدث للنصارى (حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتاً) ويموت الطائر من كثر الأمراض والنتن الذي انتشر بين موتى النصارى ، وهو يدل على المذبحة العظيمة التي تحدث للنصارى فيغضب الشيطان لذلك فيصرخ في المسلمين خشية استمرارهم بالهجوم على كفار أوروبا فيقول الشيطان خرج الدجال في أهلكم فينتشر ذلك بين المسلمين فيرسل المسلمون عدد عشرة فرسان من أقوى وأشجع الفرسان للتحقق من ذلك فيكتشفون أنه كذب ثم يتفرق الجيش الإسلامي وعندئذٍ يخرج فعلاً المسيح الدجال
يصف الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم عن أولئك الفوارس العشرة (إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم ، هم من خير الفوارس على ظهر الأرض يومئذ) .
الملحمة العظيمة
هكذا حاولت أن أعرض لكم ما سيحدث قبل طلوع المسيح الدجال من ملحمة عظيمة كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعتها وعرضتها وأسأل الله أن ينفعنا وينفع بنا
منقول