رأت دراسة نفسية حديثة أن الوقاية المبالغ فيها لتحقيق الكمال في مختلف نواحي الحياة تؤدي إلى جنون
الكثير من الناس أو إلى إصابتهم بإمراض مختلفة وفي مقدمتها الكآبة وفشل الوظائف الجنسية وحدوث
إشكالات في قبول الغذاء والتوتر المستمر .
وقالت الدكتورة التي أعدت الدراسة إن الوقاية نحو الكمال هي أمر مفيد في العديد من القضايا باعتباره
محرك الدفع الذي بفضله يصل الإنسان إلى مستويات أعلى . غير أن المشكلة تحصل عندما يتحول السعي
إلى الأفضل إلى هوس ، مشيرة إلى أن عدم تحقيق الرضا الداخلي لفترة طويلة يجعل الناس الذين يسعون
نحو الكمال يتوقفون عن احترام أنفسهم والتقليل من اعتبارهم الأمر الذي يمكن أن يقود إلى حالة عميقة من
الإحباط لديهم .
واعتبرت الدراسة أن التوتر الداخلي الذي يعيشه أصحاب هذا المرض باستمرار يؤدي إلى تشكل العديد من
الإشكالات الصحية ولا سيما الشعور المتكرر بألم في الصدر وإشكالات في المعدة أو البنكرياس والى
حدوث إشكالات جنسية لديهم .
وأوضحت الدراسة أن المعلومات التي يحصل عليها أصحاب هذا المرض من أهاليهم في الصغر عن كيفية
التصرف في الحياة هي التي تولد المرض ، لأن الإنسان يكون في الطفولة والمراهقة أكثر قابلية للبلورة
ولهذا يبني بسهولة داخله شعوراً بأنه سيكون جيداً عندا يحقق النجاح أما عندما تكون للأهل مطالب عالية
على الأولاد وتوجب على الأطفال بذل جهود هائلة كي يسمعوا الثناء على أفعالهم فإنهم لا يستطيعون
التخلص من هذا الشعور في الكبر .