ثالثا ـ اسم الفعل المعدول :
1 ـ يعدل عن الفعل . نحو : تراك وحذار ، فهما معدولان عن اترك واحذر ، وهذا النوع قياسي لأنه يبنى على صيغة " فَعالِ " من كل فعل ثلاثي مجرد تام
متصرف . نحو : ضراب ، ونزال
وشذ مجيئه من مزيد الثلاثي مثل : دراك بمعنى أدرك ، وبدار بمعنى بادر .
وقال ابن الناظم : " وشذ صوغه من الرباعي كـ " قرقار " بمعنى قرقر ، وقاس عليه الأخفش " .
2 ـ يعدل اسم الفعل عن مصدر علم . كـ : فُجَّار ، وبُدَّاد .
ولا تبنى إلا إذا اجتمع فيها ما اجتمع في " نزال ، وتراك " من التعريف والتأنيث والعدل ، فهي محمولة عليه في البناء ، لأنها على لفظه ، ومشابهة له .
3 ـ أن يعدل عن صفة . نحو : يا فساق ، ويا خبات .
وأصلها : يا فاسقة ، ويا خبيثة . وإنما عدل إلى " فَعال " لضرب من المبالغة في الفسق والخبث .
4 ـ أما القسم الرابع من أقسام " فَعال " ، وهو ضرب من المرتجل ، لأنه لم يكن قبل العلمية بإزاء حقيقة معدولا ، ثم نقل إلى العلمية . والفرق بين هذا النوع ، والذي قبله أن هذا النوع مقطوع النظر فيه عن معنى الوصفية ، والذي قبله الوصفية فيه مرادة . ومن ذلك : حَزامِ بالبناء على الكسر . وهو اسم من أسماء النساء معدول عن حازمة علما.... ـ ومنه قول لجيم بن صعب :
إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ
أنواع اسم الفعل من حيث الزمن :
1 ـ اسم الفعل الماضي :
وهو كل اسم فعل يدل على الفعل الماضي ، ولا يقبل علامة من علاماته ،
كتاء الفاعل ، أو تاء التأنيث . نحو : هيهات بمعنى بَعُدَ . تقول : هيهات أن تدوم سيطرة الظالم . ـ ومنه قول الأحوص :
تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهات هيهات إليك رجوعها
وإذا وقعت بعد اسم الفعل الماضي " لام " تكون اللام زائدة . ـ نحو قوله تعالى : { هيهات هيهات لما توعدون }1 .
ومنه : بطآن بمعنى أبطأ ، وسرعان بمعنى أسرع ، وشتان بمعنى بَعُدَ .
وقد تزاد " ما " بعد شتان . نحو : شتان ما خالد ومحمد .
وقد تزاد " ما بين " . نحو : شتان ما بين المجد والكسول . وجاز عدم زيادتها
ومنه قول ربيع الرقي :
لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم
يقول ابن يعش : " وكان الأصمعي ينكر هذا الوجه ، ويأباه ، وحجته أن شتان ناب عن فعل تقديره : تفرق وتباعد وهو من الأفعال التي تقتضي فاعلين ، لأن التفرق لا يحصل من
واحد ، والقياس لا يأباه من جهة المعنى ، لأنه إذا تباعد ما بينهما ، فقد تباعد كل واحد منهما من الآخر " .