قصيدة عن تعدد الزوجات للشيخ الدكتور / ناصر الزهراني
أتاني بالنصائـح بعـض نـاسِ ** وقالـوا أنـت مِقـدامٌ سياسـي
أترضى أن تعيش وأنـت شهـمٌ ** مـع امـرأةٍ تُقاسـي ماتُقاسـي
إذا حاضـت فأنـت تحـيـض ** معها وإن نفست فأنت أخو النفاسِ
وتقضـي الأربعـيـن بـشـرِّحالٍ ** كَدابِ رأسُه هُشِمت بفـاسِ
وإن غَضِبتْ عليك تنـامُ فـردا ** ًومحروما ً وتمعن في التناسـي
تـزوَّج باثنتيـنِ ولا تبـالـي ** فنحن أُولوا التجارب والِمـراسِ
فقلـت لهـم معـاذ الله إنــي ** أخاف من اعتلالـي وارتكاسـي
فها أنـذا بـدأتْ تـروق حالـي ** ويورق عودُهـا بعـد اليبـاس
فلـن أرضـى بمشغلـةٍ وهـمٍّ ** وأنكـادٍ يكـون بهـا انغماسـي
لي امرأةٌ وشاب الـرأسُ منهـا ** فكيف أزيـد حظـي بانتكاسـي
فصاحوا سنَّـة المختـار تُنسـى ** وتُمحى أين أربـابُ الحمـاسِ؟
فقلـتُ أضعتُـم سُننـاً عِظامـاً ** وبعض الواجبات بلا احتـراسِ
لمـاذا سُنَّـةُ التـعـداد كنـتـم ** لها تسعون فـي عـزمٍ وبـاسِ
وشرع الله في قلبـي و روحـي ** وسُنَّـة سيـدي منهـا اقِتباسـي
إذا احتاج الفتى لـزواجِ أُخـرى ** فذاك لـه بـلا أدنـى التبـاسِ
ولكـن الـزواج لـه شــروطٌُ ** وعدلُ الزوج مشـروطٌٌ أساسـي
وإن معاشـر النسـوان بـحـرٌ ** عظيم الموجِ ليس لـه مراسـي
ويكفي ما حملتُ من المعاصـي ** وآثـام تنـوء بهـا الرواسـي
فقالـوا أنـت خـوَّافٌ جـبـانٌ ** فشبّوا النار في قلبـي وراسـي
فخِضتُ غِمار تجرُبةٍ ضـروسٍ ** بهـا كـان افتتانـي وابتئاسـي
يحزُّ لهيبهـا فـي القلـب حـزَّاً ** أشد عليَّ مـن حـزِّ المواسـي
رأيت عجائبـاً ورأيـتُ أمـراً ** غريبا في الوجـودِ بـلا قيـاسِ
وقلـتُ أظنُّنـي عاشـرت جِنَّـاً ** وأحسب أنَّنـي بيـن الأناسـي
لأتفـه تافـهٍ وأقــلِّ أمــرٍ ** تُبـادر حربُهـن بالإنبـجـاس
وكم كنتُ الضحية فـي مـرارٍ ** وأجزم بانعدامـي و انطماسـي
فإحداهن شـدَّت شعـر رأسـي ** وأخراهن تسحب مـن أساسـي
وإن عثُر اللسـان بذكـرِ هـذي ** لهـذي شـبَّ مثـل الالتمـاسِ
وتبصرني إذا ما احتجتُ أمـراً ** من الأخرى يكـون بالإختـلاسِ
وكم مـن ليلـةٍ أمسـي حزينـاً ** انام على السطـوحِ بـلا لبـاسِ
وكنتُ أنـام مُحترمـاً عزيـزاً ** فصرتُ أنام مـا بيـن البِسـاسِ
أُرَضِّعُ نامـس الجيـران دَمِّـي ** وأُسقي كـلَّ برغـوث بكاسـي
ويـومٌ أدَّعـي أنِّـي مريـضٌ ** مصـابٌ بالزكـامِ وبالعُطـاسِ
وإن لـم تنفـع الأعـذار شيئـاً ** لجئتُ إلـى التثـاؤب والنعـاسِ
وإن فَرَّطْتُّ في التحضير ** يومـاًعن الوقت المحـدد يـا تعاسـي
وإن لـم أرضِ إحداهـنَّ ليـلاً ** فيا ويلـي ويـا سـود المآسـي
يطير النوم من عيني وأصحـو ** لقعقعـةِ النوافـذ والكـراسـي
يجيء الأكـل لا ملـح ٌ عليـه ** ولا أُسقـى ولا يُكـوى لباسـي
وإن غلط العيـال تعيـث حذفـاً ** بأحذيـةٍ تمُّـرُ بقـرب رأسـي
وتصرخ ما اشتريت لي احتياجي ** وذا الفستان ليس علـى مقاسـي
ولو أنى أبـوحُ بربـعِ حـرفٍ ** سأحُـذفُ بالقـدورِ وبالتباسـي
ترانـي مثـل إنسـانٍ جـبـانٍِ * * رأى أسـداً يهـمُّ بالافـتـراسِ
وإن اشـرِي لإحدَّاهـن فِـجـلاً ** بكت هاتيـك ياباغـي وقاسـي
رأيتك حامِـلاً كيسـاً عظيمـاً ** فماذا فيه مـن ذهـبٍ و مـاس
تقـول تُحبُّنـي وأرى الهـدايـا ** لغيـري تشتريهـا والمكاسـي
وأحلفُ صادقـا ً فتقـول أنتـم ** رجالٌ خادعـون وشـرُّ نـاسِ
فصرت لحالـةٍ تُدمـي وتُبكـي ** قلوب المخلصيـن لِمـا أُقاسـي
وحار الناس في أمـري لأنـي ** إذا سألوا عن اسمي قلت ناسـي
وضاع النحو والإعـراب منـي ** ولخْبطتُّ الرباعـي بالخُماسـي
وطلَّقـتُ البيـان مـع المعانـي ** وضيعَّت ُ الطباق مـع الجنـاسِ
أروحُ لأشتـري كُتبـاً فأنسـى ** وأشري الزيت أو سلك النحـاسِ
أسيـر أدور ُ مـن حـيٍّ لحـيٍّ ** كأنِّي بعض أصحـاب التكاسـي
ولا أدري عـن الأيـامِ شيـئـاً ** ولا كيف انتهى العام الدراسـي
فيـومٌ فـي مخاصمـةٍ ويـومٌ ** نداوي ما اجترحنـا أو نواسـي
وما نفعت سياسة بـوش يومـاً ** ولا ما كان مـن هيلاسيلاسـي
ومن حلم ابن قيس أخذتُ حلمـي ** ومكراً من جحـا وأبـي نـواسِ
فلما أن عجزتُ وضاق صـدري ** وبـاءت أُمنياتـي بالإيـاسـي
دعوتُ بعيشـة العُـزّاب أحلـى ** من الأنكادِ فـي ظـلِّ المآسـي
وجاء الناصحون إلـيّ أُخـرى ** وقالوا نحـن أربـاب المراسـي
ولا تسـأم ولا تبقـى حزيـنـاً ** فقـد جئنـا بحـلٍ دبلومـاسـي
تـزوَّج حرمـةً أُخـرى لتحيـا ** سعيداً ساِلمـاً مـن كـل بـاسِ
فصحتُ بهم لئن لـم تتركونـي ** لانفلتـنَّ ضربـا ً بالـمـداسِ