رحيل معلم
قصيدة رثاء الأستاذ عبد الرزاق الصبيح أبو ثائر من كفرسجنة
الذي رحل إلى ربه الشهر الماضي
دعا الداعي فلا شيءٌ يحول ولا يجدي كثير أو قليل
دعا الداعي فأخرسنا ذهولٌ وقد يغني عن النطق الذهول
وأمطرنا الغمام أسى وحزنا ففاض الدمع و انطفأ الفتيل
ومد لنا الخريف يديه زورا تقبلها و تلثمها الفصول
وألبسنا مطارفه اصفرارا و أرياحا بساحتنا تجول
وهل للمرء في الدنيا خيار إذا ما حان في وقت رحيل
تطل الشمس من بعد اختفاء وتخفى حين يغشاها الأصيل
ويسمو الغيم في الجو ارتفاعا فيحلو حينما يسمو الهطول
دعا الداعي فأسلمها قريرا و لبى حين ناداه الجليل
أبي النفس ذو ثقة وحزم له في كل معضلة حلول
له في الدرس آراء صحاح بفكر الناشئين لها قبول
وشرح للمسائل باختصاص دقيق تستنير به العقول
وللاحسان سـباق خفي و للمعروف قوال فعول
به الإخلاص نبراس مضيء كذا الإيمان و الخلق النبيل
فنفس تطمئن إلى جوار تروم على موائده الحلول
يعزينا بفرقتها أريج إلى أنسام سيرتها يؤول
يحملنا معان واضحات بهن الحلم و الصبر الجميل
جزاها الله عنا ما تمنت بجنات يطيب بها النزول
وألهمنا سلوا و اصطبارا بمنة فضله الله الوكيل
فويحَ الموت كم أردى صحيحا ليحيا بعده عمرا عليل
وكم طفل رضيع ذاق حتفا وكم في جوف والدة قتيل
وكأس الحادثات تدور حتى يفارق كل ذي خل خليل
فلو كتب الخلود لكان أولى به منا معلمنا الرســول
أبو أسامة
[b][center]