أظهرت عمليات التنقيب التي قامت بها البعثة الأثرية الوطنية في موقع تل سيانو الأثري شرقي جبلة باللاذقية خلال موسم التنقيب الحالي معالم ومكتشفات أثرية جديدة وسويات أثرية هامة زادت من القيمة التاريخية والأثرية والسياحية لهذا التل منها وحدات معمارية ودمى حيوانية وطينية وفخارية ورؤوس مغازل حجرية صوانية.وقال الباحث المهندس ابراهيم خير بك مدير آثار ومتاحف جبلة إن أعمال التنقيب اظهرت مجموعة من اللقى الاثرية الهامة وهي عبارة عن أجزاء من نصلات من حجري الأوبسيديان والصوان ووزنة حجرية دائرية الشكل ومدقة بازلتية مكعبة الشكل ونصف دولاب ومسن رخاميين وقطعة كلسية دائرية الشكل وخرزة عقيق كروية الشكل.وأضاف أن اللقى تضمنت أيضا دمية طينية حيوانية مكسورة وخرزة متطاولة الشكل من حجر الفريت ونصف مغزل فخاري ذي شكل دائري وخرزة حجرية دائرية الشكل ومكشط صوان صغير مبينا أن هذه اللقى تعود إلى عصر الحديد وهي نفس فترة المعبد المكتشف سابقا والمجاور لها.وأشار خير بك إلى أن أعمال التنقيب خلال هذا الموسم تركزت في القسم الجنوبي من التل للتوصل إلى معرفة دقيقة لطبيعة تسلسل الطبقات الأثرية وخاصة فيما يتعلق بامتداد اساسات المعبد الحجري والذي تعذر متابعة كشفه خلال الموسم السابق بسبب العثور على سويات اثرية توضعت فوقه وتعود إلى العصر الحديدي الثاني والثالث لتحول دون الوصول إلى سويات الالف الثالث قبل الميلاد إضافة إلى سويات أخرى تعود إلى العصر الحديدي الثاني والعصر البرونزي القديم الرابع والعصر البرونزي القديم الثالث احتوت ضمنها وحدات معمارية هامة.أعمال التنقيب في التل عن بقايا بناء له طبيعة دينية مرت عليه اربع مراحل رئيسية من الاستيطان تم تحديدها من الأقدم إلى الأحدث واحتوت السوية الأولى على بقايا أرضية مرصوفة بحجارة ضخمة ومحفوظة بشكل جيد أما السوية الثانية فعبارة عن أرضية مرصوفة بحجارة ضخمة توضعت أمامها حجارة صغيرة الحجم في شرقها ممر يؤدي إلى غرفة اما السوية الثالثة والتي ظهرت مع استيطان المبنى فكانت عبارة عن رصف من الحجارة الصغيرة الحجم عثر فوقها على جمجمتين لثورين أمامهما حجر مشغول مستطيل الشكل على الأرجح أنه مذبح.أما السوية الرابعة والأخيرة التي تمت فيها إعادة استخدام جميع الوحدات المعمارية العائدة إلى السوية الثالثة ولكن مع إغلاق المدخل الموجود ضمن الجدار برصف من الحجارة المتوضعة فوق بعضها البعض فكشفت عن وجود جرة فخارية متوسطة الحجم قاعدتها مكسورة.وأشار مدير الآثار إلى أن النتائج التي خلصت إليها أعمال التنقيب خلال هذا الموسم تؤكد اهمية الاستيطان في الموقع خلال سويات العصر البرونزي القديم مؤكدا أن هذا الموقع الذي بدأ تنظيمه المعماري الضخم خلال منتصف الالف الثالث قبل الميلاد هو من أهم مواقع سهل جبلة وموقعه جعله نقطة استراتيجية تسيطر على هذا السهل من الشمال إلى الجنوب بالاضافة إلى سيطرتها على المناطق الزراعية المحيطة به.وأكد أن الهدف من التنقيب في القسم الشمالي من التل الكشف عن سوية البرونز الحديث الموجودة ضمنه مبينا انه ظهر سابقا رقيم طيني في الفترة المذكورة وما زاد من اهميته وجود معبد فينيقي من فترة الحديد الثاني كشف عنه سابقا وهو عبارة عن غرفة ظهر منها جداران وأرضية و مدخل يقع في الجدار الجنوبي له عتبة حجرية مستطيلة والكسر الفخارية التي ظهرت تؤرخ هذا المبنى إلى فترة الحديد الثاني وهي نفس فترة المعبد المجاور ولكن من مرحلة زمنية اقدم وعلى ضوء هذه التحليلات يمكن ان نقول ان الرقيم الذي ظهر سابقا في هذه السويات والذي ارخ في فترة البرونز الحديث ليس في مكانه الاصلي وإنما منقول من مكان اخر.ويعد تل سيانو من أهم وأقدم التلال الأثرية في الساحل السوري نظرا لغناه بالمعالم الاثرية التي تشمل كل السويات في المنطقة حيث كان مملكة رئيسية في منطقة جبلة.