تحية إلى أرواح شهداء ثورة العزة والكرامة....
الذين سقوا بدمائهم الطاهرة أرض سورية الحبيبة من أجل استعادة كرامتنا وعزتنا....قصيدة: وعاد في كفن: للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش(رحمه الله):
.............................................................................................................
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
********
كان اسمه....
لا تذكروا اسمه..!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة....
تضيع في الهواء،
كالرماد............
خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراح نا ...
أخاف أن تنام!!
*************
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
لأمه : الوداع !
ما قال للأحباب... للأصحاب :
موعدنا غدا !
و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين
تقول إني عائد... و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة...
تضيء ليل أمه التي...
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :
أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شاردا..... مسافرا لا يحسن السفر!!
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى...
إن جاع في طريقه ؟
من يرحم الغريب ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب!
قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم
يا دروب ! يا سحاب
قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !
لن تحملي... لن تصبري كثيرا
لأنه مات ، و لم يزل صغيرا
******************
يا أمه!
لا تقلعي الدموع من جذورها !
للدمع يا والدتي جذور ،
تخاطب المساء كل يوم...
تقول : يا قافلة المساء
من أين تعبرين ؟
غصَت دروب الموت... حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
لحظتين !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكاراً
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
يا أمه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين !
فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
أو صديقه... أنا
خلي لنا ...
للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !
**********************
يحكون في بلادنا ....عن صاحبي الكثير......
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره... ووجهه...
لا تشرحوا الأمورا.......
أنا رأيت جرحه...
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى يستيقظ الرجال
بل اسألوا : متى يستيقظ الرجال
الفاتحة إلى روح الشهيد ابراهيم حاصود....
والشهيد أنس الاسماعيل....
وكل شهداء ثورة العزة والكرامة.