شكراً لك دكتورنا الفاضل على رأيك....و بالنسبة لي أحترم وجهة نظرك ...ولكن بنفس الوقت لي تحفظ على ردك
أولاً : هذه المسألة لم نرد عليها بناء على رغبة أو نزوة ......ولكن بناء على أقوال علماء يُرجع إليهم بالفتوى ومشهورين ومشهود لهم بالعلم والتقوى والصلاح
فعلى سبيل المثال : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارة البحوث العلمية والدعوة والإرشاد وكذلك ابن باز وابن عثيمين
وعبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو الافتاء والإرشاد والشيخ إبراهيم بن صالح الخضيري القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض
ومن القائلين بإباحته أيضاً الشيخ نصر فريد واصل مفتي جمهورية مصر السابق كما أنه يرى
بأنّ زواج المسيار مأخوذ من الواقع وهو زواج اقتضته الضرورة العملية في بعض المجتمعات وقال : زواج المسيار ليس له أصل في الفقه من حيث التسمية ولكن يُتعبر صحيحاً من الناحية الشرعية وقال أيضاً أنه زواج زواج صحيح
مائة في المائة وأركانه مكتملة شرعاً
ومن القائلين بإباحته الدكتور أحمد الحجي الكردي
ومن القائلين بإباحته مع الكراهه الدكتور وهبه الزحيلي حيث يقول هذا الزواج صحيح غير مرغوب فيه شرعاًومن القائلين بإباحته مع الكراهة الشيخ سعود شريم إمام وخطيب المسجد الحرام
ومن القائلين بالإباحة مع الكراهه الدكتور يوسف القرضاوي ومن جملة ما قال : أنا لستُ من دعاة زواج المسيار ولا من المرغبين فيه فلم أكتب مقالة في تحبيذه أو الدفاع عنه ولم أخطب خطبة تدعو إليه ، كل ما في الأمر أني سُئلتُ سؤالاً عنه
فلم يسعني أن أخالف أو أتاجر بديني أو أشتري رضا الناس بسخط ربي فأحرّم ما أعتقده أنه حلال لمتابعة أهواء العامة
قال : لقد كان الزواج سهلاً ميسراً ولم تكن هناك عوائق مادية ولا اجتماعية _ تعيق الزواج _ كالتي نراها في عصرنا ..... أما في زماننا فقد كثرت عوائق الزواج ومعظمها مما كسبت أيد الناس ونشأ عن ذلك كثرة العوانس ... بالإضافة للمطلقات وهن للأسف كثيرات وإلى الأرامل اللاتي مات عنهن أزواجهن وخلفوهن وحيدات أو مع الأطفال وكثيراً
ما يكون معهن ثروة ومال
فكل هذه الأسباب أدت إلى شيوع نسبي لهذا النوع من الزواج الذي سموه زواج المسيار
أنا_ والقول للدكتور القرضاوي _ عندما سُئلتُ عن هذا الزواج قلت : لايهمني الأسماء فالعبرة في الأحكام ليست بالأسماء والعناوين ولكن بالمسميات والمضامين وفي القواعد الشرعية لمجلة الأحكام العدلية الشهيرة : العبرة في العقود للمقاصد والمعاني وليست للألفاظ والمباني سموا هذا الزواج ما تسمونه ولكن المهم عندي أن تتحقق أركان عقد الزواج وشروطه
وقال : ولايملك الفقيه أن يبطل مثل هذا العقد المستوفي لأركانه وشروطه ويعتبر هذا الارتباط من الزنى لمجرد تنازل المرأة عن بعض حقوقها فهي إنسان مكلف وهي أدرى بمصلحتها وقد ترى_ في ضوء فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد_ أنّ زواجها من رجل يأتي إليها في بعض الأوقات من ليل أو نهار أولى وأفضل من بقائها وحيدة محرومة أبد الدهر
والعاقل الحكيم هو الذي يعرف خير الشرّين ويرتكب أخف الضررين ويفوت أدنى المصلحتين
فهل يجوز للمرأة أن تتنازل عن بعض حقوقها؟؟؟ وهل يؤثر هذا في صحة العقد ؟
أعتقد أنّ فقيهاً لا يملك أن يمنع المرأة من التنازل عن بعض حقوقها بمحض إرادتها لمصلحتها هي التي تقدرها وهي امرأة بالغة رشيدة ليست طفلة ولا مجنونة ولا سفيهة ومع المرأة أيضاً من أب أو أخ فلا يتصور أن يرضى لها الضياع
أو الهوان ولا يخفى ما في الحياة _ كما نشاهدها _ من عوامل وأسباب تجعل الإنسان يتنازل عن بعض حقوقه تحصيلاً لما هو أهم منها .....
وعن زواج المسيار وعدم تحقيقه لأهداف الزواج الشرعي قال:
أنا لا أنكر هذا وأنّ النوع من الزواج ليس هو الزواج الاسلامي المثالي المنشود ولكنه الزواج الممكن والذي أوجبته ضرورات الحياة وتطور المجتمعات وظروف العيش
وعدم تحقيق كل الأهداف المرجوة _ من الزواج _ لا يُلغي العقد ولا يُبطل الزواج إنما يخدشه وينال منه وتحقيق الزواج لأهدافه كلها هو المثل الأعلى الذي يصبو إليه المسلم والمسلمة ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه والمسلم يحاول
أن يحصل من الأهداف ما يقدر عليه
وقال عن موقف أهل العلم منه : إنّ اختلاف الرأي بين علماء الأمة في فروع المسائل لا يُقلق مخلصاً ولا يُزعج مؤمناً
مادام الاختلاف قائماً على تعدد زوايا الرؤية وعلى تفاوت الأدلة والاعتبارات التي يستند إليها كل فريق وليس مبنياً على
إتباع هوى النفس أو أهواء الغير
وقال وفي أواخر شهر ذي الحجة 418 ه أواخر شهر إبريل 1998م انعقدت بالدوحة ندوة _ قضايا الزكاة المعاصرة_ وشهدها أكثر من عشرين عالماً من خيرة علماء الأمة وأهل الفقه وقد أثرنا في إحدى سهراتنا موضوع زواج المسيار_ وكانت الأغلبية العظمى من الحاضرين مؤيدة لهذا الزواج ولا ترى به بأساً وترى فيه حلاً لبعض المشكلات الاجتماعية
بطريق الحلال ولم يخالف إلا اثنان أو ثلاثة ومع هذا لم أسمعهم قالوا ببطلان العقد ..... كل ماقالوه : إنهم يخشون أن يكون ذريعة إلى مفاسد اجتماعية فالأولى منعه سداً للذريعة
انتهى ما جاء عن الدكتور القرضاوي وقد ألف كتاباً سماه زواج المسيار وحكمته ,,وكتاب نكاح المسار لعرفان حسونة فليُراجع
فأنا بالنسبة لي لا أفتي من عندي وإنما_بحكم عملي إمام وخطيب بدولة الإمارات العربية وكثرة سؤال البعض عن حكم زواج المسيار بحثت عنه في الكتب المعاصرة وعبر الانترنت وراجعت أقوال العلماء
لمعرفة ما قالوا عن حكمه ولم أقل حكم المسار هكذا....
ثم إنني
اطالع الفتوى من أصولها وبعدها أعتمد على أقوال العلماء والفقهاء القدامى والمعاصرين وليس تشهياً
كما أرجومنك دكتورنا واستاذنا الفاضل أن تلاحظ بنهاية كل فتوى أذكر المرجع وهي من أمهات الكتب المعتمدة
ودمتَ بخيرورأيك على رأسي واحترمه وأجلّه وأقدره
ولكن كما قال تعالى ( لكلٍ وجهة هو موليها)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته