بسم الله الرحمن الرحيم :
قبل أن أبدأ بالحلقة هذه أتمنى من الجميع أن يقرأ حتى النهاية لأنها مهمة وتكشف كثيرمما علق بأذهاننا
من الكتب أو المسلسلات المحرّفة والتي تمسّ الصحابة العدولرضي الله عنهم
فأقول وبالله التوفيق :
ومن الفتن التي وقعت بعد قتل سيدنا عثمان رضي الله عنه ما وقع في معركة الجمل المشهورة
بين سيدنا علي رضي الله عنه وبين السيدة عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم
فإنه لما قــُتلَ سيدنا عثمان ، أتى الناس علياً وهو في المدينة فقالوا له ابسط يدك نبايعك فقال حتى يتشاور الناس فقال بعضهم : لئن رجع الناس إلى أمصارهم بقتل عثمان ولم يقم بعده قائم لم يؤمن الاختلاف وفساد الأمة
وألحّوا على علي رضي الله عنه في قبول البيعة فبايعوه ،، وكان ممن بايعه طلحة والزبيررضي الله
عنهما ثم ذهبا إلى مكة للعمرة فلقيتهم السيدة عائشة رضي الله عنها وبعد حديث جرى بينهم في مقتل
عثمان توجهوا إلى البصرة ، وطلبوا من سيدنا علي أن يُسلّم لهم قتلة عثمان فلم يجبهم
لأنه كان ينتظرمن أولياء عثمان أن يتحاكموا إليه وكان ينتظر أيضاً أن يستتب الأمروتستقر الخلافة
وبعدها يلاحق القتلة فاختلفوا وهنا خشيَ من نُسبَ إليهم قتل عثمان أن يصطلحوا على ملاحقتهم
وقتلهم فأنشبوا الحرب بين الطائفتين
عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب : " إنه سيكون بينك وبين
عائشة أمرٌ " قال أنا يا رسول الله ! قال " نعم " قال :فأنا أشقاهم يا رسول الله.
قال " لا ولكن إذا كان ذلك ، فارددها إلى مأمنها "رواه أحمد وهوحديث حسن
ومما يدلّ على أن عائشة وطلحة والزبير لم يخرجوا للقتال وإنما للصلح بين المسلمين مارواه الحاكم من طريق قيس بن أبي حازم قال : لما بلغت عائشة رضي الله عنها بعض ديار بني عامر
نبحت عليها الكلاب فقالت : أي ماء هذا؟؟ قالوا: الحوأب قالت ما أظن إلا راجعة
فقال لها الزبير:لا بعدُ تقدمي فيراكِ الناس فيصلح الله ذات بينهم
فقالت ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" كيف بإحداكنّ إذا نبحتها
كلاب الحوأب" رواه الحاكم واحمد وابويعلى والبزاروقال ابن حجر سنده على شرط الصحيح
وفي رواية للبزار
عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه " أيتكنّ صاحبة الجمل
الأدبب تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجو من بعد
ما كادت" السلسلة الصحيحة"
ولم يكن يوم الجمل قصد للجميع في القتال ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم فإنه لما تراسل علي وطلحة والزبيروقصدوا الاتفاق والصلح فخشيَ قتلة عثمان أن يتفقوا على إمساكهم وقتلهم فحملوا
على عسكر طلحة والزبير فظنا أن علياً حمل عليهم فحملوا دفعاً عن أنفسهم
فظن علي أنهم حملوا عليه فحمل دفعاً عن نفسه فوقعت الفتنة والسيدة عائشة كانت راكبة لا قاتلت
ولا أمرت بالقتال
وذكر أهل التواريخ والسير كانت رضي الله عنها إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبل خمارها
وهكذا ندموا جميعاً على ما دخلوا فيه ( رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم وجعل الجنة مأواهم)