سباق قصير المدى.. جرى بيني وبين عقارب الساعه معلنا موت ثواني.. وولاده ثواني اخرى جديده
مع كل ثانيه تموت.. أدرك انه سبقني الوقت
سبقني الوقت.. ولم أعرف هل حياتي كانت عمل وإنتاج أم مجرد حياه لعب ولهو دون فائده لنفسي ولمن حولي.. وهل قضيت ايامي في نفع وفائده ام هباء منثورا؟
سبقني الوقت.. ولم أقل آسف لمن اخطأت بحقه
ولم اعتذر ممن جرحته او كسرت جزء من نفسه
ولم امسح الكبر عن قلبي وأعترف بخطأي
سبقني الوقت.. ولم اصلح مابيني وبين من فقدته من احبتي وتكبرت عن الذهاب له والاعتراف بأنني اسأت اليه
سبقني الوقت.. ولم أقبّـل يدي امي ورأسها وأسألها.. أراضية عني امي ام ان في قلبك عتب لي قد احاسب عليه؟
هل نسيتي ياامي كل لحظة مرت وانا غير بار لك ِ فيها؟
سبقني الوقت.. ولم أكف عن تمني تلك الامنية المستحيلة.. التي ضيعت وقتي.. واستنفذت أيام طويلة من حياتي أتبع سرابها.. وانا أحاول ان اوهم نفسي انني في الطريق الصحيح
سبقني الوقت.. ولم أحقق في حياتي أهداف عدة.. نعدها اساسية باعتباري شخص له قيمه في الدنيا.. وجوده له تأثير ايجابي على مجتمعه.. وليس مجرد شخص وجوده كعدمه.. ولم أحيا برساله في الحياه كأي شخص ناجح
سبقني الوقت.. ولم أقل للظالم كفى.. ولم أقل لصاحب الفضل شكـرا.. ولم اقل للسائل تفضل.. ولم أقل للمحتاج وسعا ولم أقل لصديق السوء بعداً
سبقني الوقت.. وانا مهتم بنفسي.. أناني.. لم اشغل نفسي بقضايا أمتي
لم اهتم بأخواني.. لم ابذل ولو شق تمره في سبيل الله.. لم اساعد من قال عنهم ربي انهم اخوه لي
ألقي الطعام من وفرته.. وغيري يلقي الحجر على من اغتصبوا ديرته
سبقني الوقت.. وانا لم ادرك ان الوقت يسبقني.. وغافل ان الدنيا بسنواتها.. وقرونها مجرد يوم او بعض يوم عند الله.. وأن زينتها قد غرت الكثيرين.. وطول لياليها الزائف اوقع بالكثيرين في فخ.. لا نجاه منه.. وغرتهم الحياه الدنيا
سبقني الوقت.. ولم انصح اختي المسلمه ان تتقي الله في نفسها.. وان تعلم ان جوهرة النفس هي العفة.. وان الاسلام اعزها بما لا يملكه غيرها.. وان مافعلته لتوقع به هذا وذاك.. انما هو دين.. ستسدده بالحسره والندم.. عاجلا أو أجلا
سبقني الوقت.. ولــم أصــل لما يكفيني لأقابل ربي وانا مرتضيا أعمالي
امتلك الطمأنينة انني سأكون بفضل الله ممن يأتون كتابهم بيمينهم
سبقني الوقت.. ولم أضمن هل سأكون ممن يدخلهم الله برحمته في عباده الصالحين.. أمن سيقول لهم الله أخسئوا فيها ولا تكلمون
سبقني الوقت.. ولم أعرف هل سأشرب من يد النبي صلى الله عليه وسلم شربه هنيأه لا اظمأ بعدها.. ام سأكون ممن يقول لهم يوم القيامة سحقا سحقا.. بعدا بعدا
سبقني الوقت.. ولم أجعل صلاتي هي اول أولوياتي.. والتي حين أدرك وقتها انقطع عن عالمي واتجه لها واقفا بين يدي الله سبحانه.. وأن اهمالي لها هو اسقاط عماد الدين.. ومن سقط عماد دينه.. فقد هوى
أتمنى الا يكون بيننا من سبقه الوقت
ومن سبقه الوقت.. كان من الافضل ان يراجع حساباته