رأيتها كانت هي وزوجها وطفلها الأول عصفت بي رياح الماضي أسكرتني ذكريات مؤلمة حفرت في القلب حفرا عميقة .
هاقد تحقق كلامي الذي قلته لها في آخر لقاء:
( قد تتزوجين وتنجبين أطفالا ويدخل طفلك الأول المدرسة دون ان اكون قادرا على الزواج)
كنت أقرأ المستقبل في كتاب مفتوح اجتاحتني مرارة مؤلمة ..غصة خنقت أنفاسي لكن لم يكن أمامي الا هذا الخيار ..هذا هو الحل .. وتلك هي العدالة .
مضت الأيام وتوارى هذا الحلم الجميل في زحمة اليقظة المرعبة بعد ذلك لم أر تلك الابتسامة الساحرة التي كانت تطرد من أمامي هموم الدنيا بأسرها نعم كان ضميري مرتاحا لكن قلبي يتعذب بينما ليال مليئة بأسئلة محيرة هل سألتقي بمن تفهمني وأفهمها تحبني وأحبها كما كنا.
في ميزان الربح والخسارة كنت خاسرا باعتبارات العقل والجنون كنت عاقلالكن في بعض الأوقات مأجمل الجنون ومألذه كان الجنون سيجعلني أحافظ على من أحب ويطرد من رأسي التفكير ويجعل نبضات قلبي تقود تصرفاتي كيفما تشاء.
في يوم احتجبت شمسه و تلبدت سماؤه بالغيوم قالوا انها تزوجت لم أسأل ولم أستفسر كانت النتيجة واحدة.
توالت أيامي مصبوغة بخيبة صفراء ورتابة قاتلة ليال سوداء قضيتها أسأل نفسي : هل هي سعيدة مع زوجها هل كان ماقالته لي يوما(لن يسعدني رجل في العالم سواك) مجرد كلام.
هل تزوجت بعد أن احبت ذلك الرجل أم لتسكت أمها وأهلها وأصوات العشيرة الثائرة .
كانت أسئلتي خيوطا تسحب نور الفجر فيعم الضوء على هذه الأرض المليئة بدموع الفراق والذكريات المؤلمة.
أقبل العيد وهاهي الدنيا تضيء فرحا بقدومه الطفولة تتفجر بالشوارع وتتشظى في الحدائق ومد الملاهي .. الفرح زائر مفروض على الجميع حتى الثكالى فالعيد لايفرق بين أحد وآخر.
لقد جاء دور بيت أهلها الذي كان يوما ما غاليا جدا على قلبي عندما سألج عتبته سأذكرها فورا سأرى صورتها في كل مكان .
بعد دخولي وجلوسي أنصت الجميع الى صوت الأم تقول أهلا ياابنتي ياغاليتي كنت أعرف انك لن تدعي العيد يمر دون أن تأتي نعم كان كثيرا ماقالته الام لابنتها التي جاءت مع زوجها وطفلها لتمضي العيد عند أهلها.
وبعد مرور زمن صافحت عيناي وجها ملائكيا يحمل في تقاطيعه ابتسامة ساحرة رأيتها تسلم على أبيها أخوتها أخواتها وعلى الموجودين .. شحذت كل قواي لأبدو أمامها طبيعيا وعندما وقفت أمامي صافحتها وتكلمت معها بشكل آلي.
وعندما لامست يدي يدها شعرت بتيار يسري في جسدي ليصل الى حلم قديم نائم في أعماق الذاكرة ويقذف به من جديد في عالم الواقع المؤلم الواقع الذي حرمني من أغلى شيءلدي.
بعدها غادرت المنزل استلمتني الشوارع الصاخبة كانت الشمس لاهبة لكني كنت مبللا بذكريات تحفر القلب وتحرقه.